لم يعد الرئيس الحريري حليفاً نأمن له سواء نجحت أو سقطت مؤامرة بري وجنبلاط اللاهية/ الياس بجاني

عن قناعة تامة، وعلى خلفية الغدر وقلة الوفاء والاستدارات الغبية، لم يعد الرئيس سعد الحريري حليفاً نأمن له، سواء نجحت أو سقطت مؤامرة بري وجنبلاط اللاهية والإقليمية.

نقولها بحزن وأسف، نعم، وألف نعم، لم نعد كمواطنين مسيحيين سياديين وبشيريين و14 آذاريين منطويين تحت شعار “لبنان أولاً” أكان في الوطن الأم أو في بلاد الانتشار، لم نعد نثق بالرئيس سعد الحريري كحليف سياسي وسيادي و14 آذاري، ولم نعد نأمن له، ولم نعد نعتبره حليفاً لا اليوم ولا في أي يوم مهما كانت المتغيرات، لأن المؤمن لا يجب أن يلدغ من الجحر مرتين، ولأن من لا يحترم وجودنا وقرارنا ودماء الشهداء والوعود والعهود، ولا يحسب لحلفنا معه حساباً، ولا يقدر محبتنا له، ولا يخاف لعنة دماء الشهداء، لا يجب أن نثق به تحت أي ظرف..


بموقفنا الصريح والصادق والعلني هذا نحن نعبر عن أحاسيس المواطنين العاديين البشيريين وليس عن عفن عقول كثر من السياسيين المسيحيين لا من قريب ولا من بعيد الذين في سوادهم الأعظم هم غير جديرون لا بالثقة ولا بالاحترام، ولا بمواقع القيادة، وكنا نفضل الرئيس الحريري نفسه على العديد منهم.

هذا الموقف اللاثقوي الصادق من جهتنا ينطبق فقط على الرئيس الحريري، وعلى من هم معه وحوله من المستشارين والسياسيين الروبوتيين أي الذين “على عماها”، يماشون الحريري ظالماً أو مظلوماً، دون الاستثمار في نعمتي العقل والمنطق واحترامهما، ودون تغليب معايير الصدق والوفاء واحترام الذات والحقيقة على المصالح الشخصية والنفعية.

كما أن موقفنا الوجداني والضميري والأخلاقي السلمي هذا لا ينطبق على بيئة الرئيس الحريري الحاضنة التي صدِّمت باستدارته أكثر منا بكثير، كما لا ينطبق على كم كبير جداً من السياسيين والناشطين والإعلاميين في تيار المستقبل الذين غدر بهم الحريري، كما غدر بنا، وهم وهنا الأهمية الوطنية والسيادية والاستقلالية وال 14 آذارية، هم لم يرضخوا ولم يستكينوا ولم يخافوا من تهديدات وعنتريات أحمد الحريري “الصبي”، ورفعوا الصوت عالياً منتقدين ومعارضين ومحذرين.

بالطبع لن نضع الرئيس الحريري في خانة الأعداء السياسيين كما هو مفهومنا ومعاييرنا لكل من حزب الله المحتل الإيراني والإرهابي، ومعه والرئيس بري والنائب وليد وجنبلاط وكل مكونات وشخصيات 8 آذار الذين في مقدمتهم عون وربعه الأكروباتي والنرسيسي.

عندما نقول نحن البشيريون بالطبع وبالتأكيد الأكيد، الأكيد لا نعني هنا لا من قريب ولا من بعيد النائب ميشال عون الخارج عنا منذ زمن والممتهن بوقاحة غير مسبوقة فن الاستدارات المصلحية والتاجر “الهيكلي” الوقح بمسيحيتنا وحقوقنا والوجود.

فعون “لو كان منا لكان بقي معنا، ولكنه لأنه ليس منا وخرج عنا لينفضح أمره”.

وأمره انفضح منذ سنوات وبات في قاطع محور الشر السوري-الإيراني وتموضعه اللالبناني واللامسيحي واللا بشيري هذا لن تجمله أو تغير واقعه التعيس لا “أوراق نوايا” وهمية، ولا تحالفات آنية على خلفية “المصيبة تجمع”.

باختصار، لم نعد نثق بشخص الرئيس سعد الحريري، سواء نجحت مؤامرة المتآمرين على ثورة الأرز في إيصال الصديق الحميم لعماد مغنية وأخ الرئيس السوري بشار الأسد البراميلي والكيماوي إلى قصر بعبدا أو فشلت، وهي على يبدو قد تنجح.

لقد ضرّبت الثقة وتزلزلت، وعندما تُضرب الثقة لا شيء يصلحها.

ومن عنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ ، لأن من يغدر بشعار لبنان أولاً ، وبدماء الشهداء، وبثقة الحلفاء،  إنما يغدر بالخير وبالحقيقة، والخير والحقيقة هما الله جل جلاله، والله إن أمهل فهو لا يُهمّل.

ونختم باستعارة انجيلية من رسالة القديس (يوحنا الأولى02/من15حتى23): قائلين لكل الذين استداروا وغدروا ب ثورة الأرز وبدماء الشهداء الأبرار: “مِنَّا خَرَجُوا، لكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مِنَّا، لأَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا مِنَّا لَبَقُوا مَعَنَا. لكِنْ لِيُظْهَرُوا أَنَّهُمْ لَيْسُوا جَمِيعُهُمْ مِنَّا”.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق