الحقائق المخفية في احراق المواطن محمد غزال/ سري القدوة

في ظل هذا الذل والاهانة وهذا القهر لا يمكن لنا ان نسكت او يكون الصمت هو قدرنا فلا بد ان يعلو صوتنا وان نكون صوت من لا صوت لهم فهذا اقل ما يمكن ان نشعر به في هذه الظروف التي نعيشها والاوضاع الصعبة التي نمر بها بعيدا عن اتهامنا بالتحريض وتوجية التهم الجاهزة من قبل هؤلاء الساقطين فاننا هنا نجدد استكارنا للجريمة التي راح ضحيتها المواطن محمد غزال السادس الذي اقدم علي حرق نفسه في قطاع غزة ...

المواطن الفلسطيني محمد عبد الرحمن غزال الذي اقدم علي حرق نفسه لم يكن الاول في قطاع غزة بل هو السادس الذي يقدم علي حرق نفسه ...

ان هذا الجرق لم يكن انتحارا بل هو احتجاجا علي القهر والظلم الذي يعاني منه اهلنا في قطاع غزة الصامد ...

ان هذا الصمت المريب للفصائل الوطنية والاسلامية في قطاع غزة حول الجريمة التي ارتكبت بحق المواطن محمد عبد الرحمن غزال " ابو العبد " ، وكأن شيئا لم يحصل مطلقا او جريمة لم ترتكب بحق فلسطيني مقهور مظلوم ...

ان اقدام الشاب محمد على احراق نفسه داخل المستشفى، بعدما تم حجز هويته لأيام طويله لإرغامه على دفع الرسوم المفروضه ظلما، هي جريمة بحق الانسانية وبحق محمد غزال، وبحق الشعب الفلسطيني كله وتحديدا في القطاع  ...
محمد عبدالرحمن غزال يحرق نفسه في مستشفي شهداء الأقصي مما أدي الي وفاته علي الفور بسبب 700 شيكل دين عليه للمشفي حيث طالبهم باسترداد هويته المحجوزة مقابل الدين قائلا لا أستطيع دفع هذا المبلغ ولا يوجد عندي امكانية للدفع بسبب الفقر الشديد ولكنهم رفضوا ذلك وقال لهم سأحرق نفسي ان لم تعطوني الهوية الا ان الرحمه لم تكن متوفرة لديهم وهي غائبة عن ادارة المشفي بشكل عام ..

وهذا حال غالبية شبابنا في غزة في ظل البطالة الكبيرة وعدم وجود مدخولات لديهم لاعالة أسرهم والفقر المدقع سيد الموقف ! وفي غياب السلطة العادلة والتي تراعي أحوال الناس !

ان العبث في هذه القضية وتوجيه الاتهام للمواطن غزال بانه مريض نفسي يؤكد تورط اشخاص بهذه الجريمة ويؤكد وقوف اشخاص كانت السبب المباشر لاحراقه نفسه وان هذا الاتهام يدلل علي مدي تورط اشخاص اخرين كانوا سببا مباشرا وراء اندفاعه الي احراق نفسه وان كل المعلومات المتوفرة تؤكد ان المواطن غزال يتمتع بصحة نفسية جيدة وكان رجلآ بكامل قواه العقلية ويبلغ من العمر 45 عامآ ولديه أسرة يعيلها وكان له محل صغير يسترزق منه هو وإبنه البكر عبد الرحمن الذي لايتجاوز من العمر 14 عامآ…

ومما لا شك به ان ادارة المستشفي تتحمل المسؤولية بشكل مباشر والتاي لم تقدم حتي الاسعافات الاولية بشكل سريع وعاجل للمواطن بدعوة ان اطفائات الحريق لا تعملحيث استمرت النيران تلتهم جسده أكثر من ربع ساعة الي ان ألهبت جسده كاملآ.
ان هذا الصمت هو الماساة التي نعيشها .. ماذا تسمون صمتكم المريب أمام هذه الجريمه؟ اوليس محمد عبد غزال مواطن فلسطيني كريم له حقوق ؟ ماذا لو أن هذه الجريمة حصلت في الضفة الفلسطينية، لخرجتم من على كل منبر اعلامي مطالبين بمحاسبة المسؤولين .....

انا نطالب المؤسسات الوطنية والاسلامية بضرورة تشكيل لجنة وطنية للتحقيق للوقوف عند تفاصيل الجريمة وتداعياتها ومعاقبة كل الجهات المختصى التي وقفت وراء هذا الحادث الذي لم يكن هو الاول من نوعه في قطاع غزة .....
اننا نناشد الرئيس محمود عباس والسادة أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والاخوة أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح ...

اننا نتقدم للسيد الرئيس محمود عباس بضرورة اعتبار المواطن محمد غزال 45 عاما شهيدا من شهداء فلسطين والذي أقدم علي إحراق نفسه بعد التجارب القاسية التي لحقت به  ..
اننا نؤكد علي اهمية تشكيل لجنة تحقيق فلسطينية لكشف الحقيقة ومتابعة حالات الطوارئ والدوافع التي يقدم فيها شباب فلسطين علي الانتحار ... حيث تكررت هذه الظاهرة بحكم حالة القهر التي يعيشها أهلنا في قطاع غزة من جراء السيطرة المسلحة لحركة حماس علي غزة حيث حان الوقت لتسمية الأشياء بمسمياتها بعيدا عن تجميل الصورة وضرورة كشف الحقيقة لشعبنا الفلسطيني العظيم. ..

اننا نتألم لما وصل به الحال لشعبنا الفلسطيني العظيم ونستهجن حالة الصمت والعجز التي لحقت بالفصاذل الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة ومراكز حقوق الإنسان العاملة هناك حيث أن هذه ليست بالحالة الأولي لاقدام شبابنا الفلسطيني علي إحراق أنفسهم ...

هل ما زال هناك أمل ...؟؟؟؟!!!!!
يبدو أن النفق مظلم. .. وان بعد الحلكة الليلة ظلمات ....
ما اصعب القهر ... وان تعيش مقهورا ومظلوما. ...
فقط نقول لا حول ولا قوة الا بالله وحسبي لله ونعم الوكيل علي كل ظالم ...

رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين
http://www.alsbah.net

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق