الحديث عن منطقة الجنوب التي كانت في الألف الأول قبل الميلاد بلاد صور"عاصمة التجارة العالمية" لألف سنة أي منذ توقفت غزوات الحثيين من الشمال والمصريين من الجنوب بدءا من منتصف الألف الثاني للميلاد ما جعل المدن الفينيقية تزدهر وعلى راسها صور. حيث شكلت صور البحرية مثل "منهاتن" هذه الأيام مركز الاقتصاد العالمي وهي جزيرة محصنة من المتطاولين يسودها النظام الذي يمثله الملك ويحصنها سور مرتفع وفيها مينائين جنوبي ويدعى المصري وشمالي يسمى الجبيلي ويزينها هيكل البعل.
ويتوسط ساحة الهيكل عمودين مرتفعين واحد من الذهب الخالص والآخر من النحاس كما يذكر هيرودوت المؤرخ اليوناني ويرمزان، ربما، إلى الخير والشر وقد تحولا في هيكل سليمان بعد أكثر من خمسة قرون وعلى يد "حيرام أبي" المهندس الصوري إلى ملاكين يحميان قدس الأقداس ولكل منهما ثلاثة أزواج من الأجنحة وعيون إلى كل الجهات الأول يمثل "الساروفيم" وقد يعني حامل السرور أو الفرح بينما يمثل الثاني "الكاروبيم" ويعني الكرب اي الحزن للدلالة، كما في هيكل صور على قدرة الله الكاملة فهو ينبوع الفرح وبفس الوقت الذي يسمح بالحزن. لكن عمودي هيكل صور كانا يقعان في أعلى نقطة بساحة الهيكل المفتوحة على السماء وبينهما المذبح الذي توضع عليه التقادم وكانا من هذه النقطة وسط البحر، وخاصة في ايام محددة من بداية الخريف، وهو فصل الخير وقيامة "البعل" (الذي يكون "موت" تغلب عليه في نهاية الربيع، بحسب التقليد الكنعاني)، يشكلان منطقة جذب للصواعق حيث تنطلق بينهما الشحنات الكهربائية التي تزيدها قوة رطوبة الجو وقلة مقاومة الذهب والنحاس الكهربائية التي نعرفها جيدا اليوم، ولم يكن يدركها حينها إلا كبار الكهنة ويفسرونها بطريقة ترتبط بقدرة "البعل" الذي يرسل "ناره الالاهية" لتشعل حطب التقدمة دلالة على قبولها. ومن هذه تؤخذ النار التي يحرسها كهنة الهيكل وينقلها الناس إلى بيوتهم وهي ترمز إلى السماء من جهة، ولكنها من جهة أخرى وقبل وجود طرق سهلة لاشعال النار، أي منذ الهياكل السومرية، كانت الوسيلة الوحيدة للحصول على نار، فمن انطفأت ناره يستعير جمرة من جاره (وقد بقيت هذه الطريقة معتمدة في قرانا حتى نهاية الخمسينات) ولكن إذا لم توجد نار في الجوار فلا بد أن يكون هناك نار متواصلة في الهيكل وهذا التقليد اعتمدته ولا تزال كل الديانات المشرقية من البوذية إلى الهندوسية وصولا إلى الشمعدان اليهودي وشموع الكنائس وقناديل المساجد ومزارات الأولياء. وقد بقيت كل الهياكل مفتوحة نحو السماء إن بكوة مثل "البانتيون" الروماني أو بقبة تشبه السماء إلى حد بعيد في الكنائس والمساجد لالتماس الوحي والمساعدة بعد توقف عملية التماس النار المسرحية عند الكنعانيين والتي رفضها أنبياء العهد القديم معتبرينها عبادة "السواري" أو المظاهر دون الله.
وهيكل صور كان يحوي أسرار التجارة والصناعة وتمتلئ خزائنه بكنوز الذهب والجواهر القيمة التي يحفظها الكهنة بسرية تشبه سرية البنوك اليوم ولا يعرفها إلا أصحابها. ومن هنا كانت أهمية الدفاع عن استقلالها وعدم فتحها أمام الغرباء. وقد عرفت صور كيف تتعاون مع كل القوى الاقليمية الكبرى لتأمن تواصل تجارتها وعدم تدخل أحد بخصائصها. فتجارها الذين يجوبون المعمورة كانوا يعرفون من هي القوى التي قد تسيطر في المنطقة وكيف يمكن استرضاؤها بالتقادم والخضوع ولكن مع المحافظة على استقلاليتها. وعندما حاول نبوخذ نصر الكلداني الدخول إلى الجزيرة قاومته فحاصرها مدة ثلاث عشرة سنة ولم يستطع دخولها وهو الذي سيطر على كل المشرق حتى مصر وقام بسبي اليهود وتدمير هيكل سليمان ولكنه لم يدخل صور البحرية ما حافظ على استمرارها. ويوم وصل ارتشتحتا الفارسي إلى صيدون ولم يرض بالتقادم قام الأهالي باغلاق المدينة وحرقها بمن فيها لمنعه من الدخول ما اضطره إلى مفاوضة صور التي خضعت له ولكن بدون دخوله إلى المدينة البحرية ولم تنته اسطورة صور وقدرتها الصناعية والتجارية وبالطبع المالية إلا عندما ردم الاسكندر المقدوني البحر ما قضى على مناعتها فضاعت ثروتها وعزتها واحترقت في خزائن هيكلها اسرارها وتراثها الحضاري العريق.
وبلاد صور جذبت الكثير من الشعوب التي تعاونت معها واستفادت من الخير الذي فاض عليها وهكذا تعددت الشعوب التي سكنت المناطق المجاورة لها فالعهد القديم يسمي هذه المنطقة بجليل الأمم لكثرة الشعوب التي عاشت فيها متجاورة ومتعاونة على تقاسم الثروة وهو ما يشبه المدن الكبرى في أيامنا حيث تكثر الضواحي العامرة بشعوب مختلفة همها الأول أن تكسب العيش بكرامة يدفعها إلى ذلك تراث يشجع على حب المغامرة والمنافسة للوصول إلى الربح والمشاركة بهذه الثروة.
وكانت ضواحي صور مليئة بالأسواق ومراكز استراحة القوافل والتجار وقد عدد الكتاب المقدس شعوبا وقبائل كثيرة سكنت المنطقة أو تاجرت مع صور وأسواقها وهو سمى مناطق وشعوب تمتد من روسيا اليوم شمالا إلى اليمن جنوبا وبلاد فارس والهند شرقا بينما عمرت مستعمراتها البحرية في اليونان وليبيا واسبانيا وحتى بريطانيا "جزيرة القصدير".
ويتوسط ساحة الهيكل عمودين مرتفعين واحد من الذهب الخالص والآخر من النحاس كما يذكر هيرودوت المؤرخ اليوناني ويرمزان، ربما، إلى الخير والشر وقد تحولا في هيكل سليمان بعد أكثر من خمسة قرون وعلى يد "حيرام أبي" المهندس الصوري إلى ملاكين يحميان قدس الأقداس ولكل منهما ثلاثة أزواج من الأجنحة وعيون إلى كل الجهات الأول يمثل "الساروفيم" وقد يعني حامل السرور أو الفرح بينما يمثل الثاني "الكاروبيم" ويعني الكرب اي الحزن للدلالة، كما في هيكل صور على قدرة الله الكاملة فهو ينبوع الفرح وبفس الوقت الذي يسمح بالحزن. لكن عمودي هيكل صور كانا يقعان في أعلى نقطة بساحة الهيكل المفتوحة على السماء وبينهما المذبح الذي توضع عليه التقادم وكانا من هذه النقطة وسط البحر، وخاصة في ايام محددة من بداية الخريف، وهو فصل الخير وقيامة "البعل" (الذي يكون "موت" تغلب عليه في نهاية الربيع، بحسب التقليد الكنعاني)، يشكلان منطقة جذب للصواعق حيث تنطلق بينهما الشحنات الكهربائية التي تزيدها قوة رطوبة الجو وقلة مقاومة الذهب والنحاس الكهربائية التي نعرفها جيدا اليوم، ولم يكن يدركها حينها إلا كبار الكهنة ويفسرونها بطريقة ترتبط بقدرة "البعل" الذي يرسل "ناره الالاهية" لتشعل حطب التقدمة دلالة على قبولها. ومن هذه تؤخذ النار التي يحرسها كهنة الهيكل وينقلها الناس إلى بيوتهم وهي ترمز إلى السماء من جهة، ولكنها من جهة أخرى وقبل وجود طرق سهلة لاشعال النار، أي منذ الهياكل السومرية، كانت الوسيلة الوحيدة للحصول على نار، فمن انطفأت ناره يستعير جمرة من جاره (وقد بقيت هذه الطريقة معتمدة في قرانا حتى نهاية الخمسينات) ولكن إذا لم توجد نار في الجوار فلا بد أن يكون هناك نار متواصلة في الهيكل وهذا التقليد اعتمدته ولا تزال كل الديانات المشرقية من البوذية إلى الهندوسية وصولا إلى الشمعدان اليهودي وشموع الكنائس وقناديل المساجد ومزارات الأولياء. وقد بقيت كل الهياكل مفتوحة نحو السماء إن بكوة مثل "البانتيون" الروماني أو بقبة تشبه السماء إلى حد بعيد في الكنائس والمساجد لالتماس الوحي والمساعدة بعد توقف عملية التماس النار المسرحية عند الكنعانيين والتي رفضها أنبياء العهد القديم معتبرينها عبادة "السواري" أو المظاهر دون الله.
وهيكل صور كان يحوي أسرار التجارة والصناعة وتمتلئ خزائنه بكنوز الذهب والجواهر القيمة التي يحفظها الكهنة بسرية تشبه سرية البنوك اليوم ولا يعرفها إلا أصحابها. ومن هنا كانت أهمية الدفاع عن استقلالها وعدم فتحها أمام الغرباء. وقد عرفت صور كيف تتعاون مع كل القوى الاقليمية الكبرى لتأمن تواصل تجارتها وعدم تدخل أحد بخصائصها. فتجارها الذين يجوبون المعمورة كانوا يعرفون من هي القوى التي قد تسيطر في المنطقة وكيف يمكن استرضاؤها بالتقادم والخضوع ولكن مع المحافظة على استقلاليتها. وعندما حاول نبوخذ نصر الكلداني الدخول إلى الجزيرة قاومته فحاصرها مدة ثلاث عشرة سنة ولم يستطع دخولها وهو الذي سيطر على كل المشرق حتى مصر وقام بسبي اليهود وتدمير هيكل سليمان ولكنه لم يدخل صور البحرية ما حافظ على استمرارها. ويوم وصل ارتشتحتا الفارسي إلى صيدون ولم يرض بالتقادم قام الأهالي باغلاق المدينة وحرقها بمن فيها لمنعه من الدخول ما اضطره إلى مفاوضة صور التي خضعت له ولكن بدون دخوله إلى المدينة البحرية ولم تنته اسطورة صور وقدرتها الصناعية والتجارية وبالطبع المالية إلا عندما ردم الاسكندر المقدوني البحر ما قضى على مناعتها فضاعت ثروتها وعزتها واحترقت في خزائن هيكلها اسرارها وتراثها الحضاري العريق.
وبلاد صور جذبت الكثير من الشعوب التي تعاونت معها واستفادت من الخير الذي فاض عليها وهكذا تعددت الشعوب التي سكنت المناطق المجاورة لها فالعهد القديم يسمي هذه المنطقة بجليل الأمم لكثرة الشعوب التي عاشت فيها متجاورة ومتعاونة على تقاسم الثروة وهو ما يشبه المدن الكبرى في أيامنا حيث تكثر الضواحي العامرة بشعوب مختلفة همها الأول أن تكسب العيش بكرامة يدفعها إلى ذلك تراث يشجع على حب المغامرة والمنافسة للوصول إلى الربح والمشاركة بهذه الثروة.
وكانت ضواحي صور مليئة بالأسواق ومراكز استراحة القوافل والتجار وقد عدد الكتاب المقدس شعوبا وقبائل كثيرة سكنت المنطقة أو تاجرت مع صور وأسواقها وهو سمى مناطق وشعوب تمتد من روسيا اليوم شمالا إلى اليمن جنوبا وبلاد فارس والهند شرقا بينما عمرت مستعمراتها البحرية في اليونان وليبيا واسبانيا وحتى بريطانيا "جزيرة القصدير".
0 comments:
إرسال تعليق