منذ سنوات طويلة وبعد أكثر من ربع قرن من وضع أسس نظام ديمقراطي برلماني في العراق بعد قيام المملكة العراقية مطلع عشرينات القرن الماضي، عَبر آلاف العراقيون في العاصمة بغداد ومعظم محافظات المملكة من الموصل إلى البصرة عن آرائهم بالعراقيين اليهود، فابتكروا تلك الثقافة التي أطلق عليها ( الفرهود ) والتي أباحت سلب ونهب وقتل كل يهودي عراقي بعد آلاف السنين من العيش المشترك مع المسلمين والمسيحيين والايزيديين والصابئة المندائيين، في واحدة من أبشع صور الغوغاء وإلا آدمية!
وبعدها بسنوات ليست طويلة وتحديدا في انقلاب 1958 م تكررت ذات المشاهد في عمليات تصفية العائلة المالكة وسلب ونهب ممتلكاتهم، ولم تمض سنوات أخرى حتى قدم البعثيون في صبيحة 8 شباط 1968م وهم يتغطون بشعارات ( ماكو زعيم إلا كريم ) لكي تبدأ اكبر عملية إبادة في تاريخ المنطقة لتدمير شعوب وحواضر العراق تحت بوابات شعارهم المقدس ( امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة )، وكأن التاريخ يعيد نفسه كل حقبة منذ أن فتكوا بإمام الثورات الحسين بن علي بن أبي طالب وأبناء أسرته.
آلاف مؤلفة من الضحايا الذين قتلوا شنقا أو رميا بالرصاص أو سحلا حتى الموت، لم ترو ظمأ بعثيوا شباط بعد صولتهم الأولى، فاتوا كغزاة البدو في تموز 1968 ليحرقوا الأخضر واليابس وليؤسسوا لدولة الإرهاب الأولى في الشرق الأوسط التي مازلنا نجني ثمارها العلقم المغمس بالدم والخراب الذي اجتاح معظم مدن العراق وآخرها الموصل والانبار وسنجار وبقية حواضر بلاد ما بين النهرين.
ما يحصل اليوم في العاصمة بغداد وعواصم الربيع الأحمر في اليمن وسوريا وليبيا، لا علاقة له بتنظيم الدولة الإسلامية أو القاعدة أو غيرها من التسميات والعناوين، بل هو تراكم هائل من ثقافة البداوة الاجتماعية والسياسية والدينية التي لا تقبل الآخر إلا عبدا ذليلا أو سبية تباع وتشترى في أسواق النخاسة النسائية أو السياسية، وهي بالتالي تكلس مريع من العادات والسلوكيات في كل مفاصل المجتمع وشرائحه، تنعكس على شكل ممارسات نشهدها يوميا في تفاصيل حياتنا وبمستويات مختلفة يحكمها الخوف تارة والحاجة تارة أخرى، وفي كل الحالات فهي بركان قابل للانفجار في أي لحظة أو حقبة، وها هي اليوم تثور في مدن الشام والعراق واليمن وليبيا وغدا في مدن أخرى تنتظر نضوج براكينها هي الأخرى؟
لا مناص من إعادة النظر جذريا بأسلوب الحياة وبرامج ونظريات التربية والتعليم، والفصل الكلي للدين عن السياسة والحكم، وبلورة مفهوم رفيع للمواطنة على أساس العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لإقامة نظام مدني عابر للقوميات والأعراق والأديان والمذاهب بقوانين وتشريعات صارمة، وإلا ستبقى مجتمعاتنا مصانع لتنظيمات الإرهاب وثقافة الإبادة لكل من يخالف الآخر في الفكر والرأي، وسيمكث الفرهود سلوكا وممارسة حتى وان اختلفت الأساليب والعناوين!
kmkinfo@gmail.com
وبعدها بسنوات ليست طويلة وتحديدا في انقلاب 1958 م تكررت ذات المشاهد في عمليات تصفية العائلة المالكة وسلب ونهب ممتلكاتهم، ولم تمض سنوات أخرى حتى قدم البعثيون في صبيحة 8 شباط 1968م وهم يتغطون بشعارات ( ماكو زعيم إلا كريم ) لكي تبدأ اكبر عملية إبادة في تاريخ المنطقة لتدمير شعوب وحواضر العراق تحت بوابات شعارهم المقدس ( امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة )، وكأن التاريخ يعيد نفسه كل حقبة منذ أن فتكوا بإمام الثورات الحسين بن علي بن أبي طالب وأبناء أسرته.
آلاف مؤلفة من الضحايا الذين قتلوا شنقا أو رميا بالرصاص أو سحلا حتى الموت، لم ترو ظمأ بعثيوا شباط بعد صولتهم الأولى، فاتوا كغزاة البدو في تموز 1968 ليحرقوا الأخضر واليابس وليؤسسوا لدولة الإرهاب الأولى في الشرق الأوسط التي مازلنا نجني ثمارها العلقم المغمس بالدم والخراب الذي اجتاح معظم مدن العراق وآخرها الموصل والانبار وسنجار وبقية حواضر بلاد ما بين النهرين.
ما يحصل اليوم في العاصمة بغداد وعواصم الربيع الأحمر في اليمن وسوريا وليبيا، لا علاقة له بتنظيم الدولة الإسلامية أو القاعدة أو غيرها من التسميات والعناوين، بل هو تراكم هائل من ثقافة البداوة الاجتماعية والسياسية والدينية التي لا تقبل الآخر إلا عبدا ذليلا أو سبية تباع وتشترى في أسواق النخاسة النسائية أو السياسية، وهي بالتالي تكلس مريع من العادات والسلوكيات في كل مفاصل المجتمع وشرائحه، تنعكس على شكل ممارسات نشهدها يوميا في تفاصيل حياتنا وبمستويات مختلفة يحكمها الخوف تارة والحاجة تارة أخرى، وفي كل الحالات فهي بركان قابل للانفجار في أي لحظة أو حقبة، وها هي اليوم تثور في مدن الشام والعراق واليمن وليبيا وغدا في مدن أخرى تنتظر نضوج براكينها هي الأخرى؟
لا مناص من إعادة النظر جذريا بأسلوب الحياة وبرامج ونظريات التربية والتعليم، والفصل الكلي للدين عن السياسة والحكم، وبلورة مفهوم رفيع للمواطنة على أساس العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لإقامة نظام مدني عابر للقوميات والأعراق والأديان والمذاهب بقوانين وتشريعات صارمة، وإلا ستبقى مجتمعاتنا مصانع لتنظيمات الإرهاب وثقافة الإبادة لكل من يخالف الآخر في الفكر والرأي، وسيمكث الفرهود سلوكا وممارسة حتى وان اختلفت الأساليب والعناوين!
kmkinfo@gmail.com
0 comments:
إرسال تعليق