في بعض الاحيان تحدث حكايات اغرب من الخيال وكانها دراما سينمائية مكتوبه بحبكة ومهارة ولكن واقعيتها تفرض عليك التبصر والتأمل بها من اجل استخلاص الدروس والعبر وانت وسط المأساة والدموع والحزن تضحك وتبرز اسنانك البيضاء الناصعة مثل ابتسامة هووليود كما يكتب اطباء الاسنان في دعايتهم وبعض الاسنان الضاحكه صفراء وبعضها مكسرة تخرج مع الضحكة رذاذات ماطرة واصوات محشجرة تعطي للضحكة رنين موسيقى مختلف اليوم تحدث لي صديقي طبيب الكسور عن حادثة غريبة ان احد اقربائهم وهو رجل كبير توفي بعد يومين من الانفلونزا والبرد الشديد في ردهات المستشفى ووضع في ثلاجة الموتى وان ابنائه وبناته جاؤ يتباكون ويلطمون عند سماعهم الخبر رغم انهم لم يزوروا اباهم عند دخوله المستشفى لاعتمادهم على اخاهم الصغير في مدارته هكذا هو حال الناس يصبح الانسان عزيز عندهم عند سماع خبر الموت والمهم تكفل اخاهم الصغير باجراءات اكمل شهادة الوفاة واخذ اباهم المتوفي الى البيت لغرض اجراءات ليلة الوداع وفي الفجر الباكر توجهوا الى النجف لغرض الدفن وكما هو معروف ان مقبرة النجف او مقبرة وادي السلام كما يحلو للبعض تسميتها لانها تضم الموتى وهم لامشاكل بينهم لذلك عم السلام داخلها وهي اكبرة مقبرة في الشرق الاوسط والعالم الاسلامي ويدفن شيعة العراق وبعض الميسورين من شيعة الخليج وايران موتاهم فيها على امد القرون الستة الماضية ونعود الى ميتنا المسجى في مغيسل بير عليوي حيث حدثت الصدمة ان اهل المتوفي عرفوا وانذهلوا انه ليس ميتهم او ليس اباهم وهكذا عادوا بالجثة للمستشفى في بغداد وليعرفوا انه حصل تبادل مع جثة اخرى لمريض متوفي اخر وبعد الاستقصاء والحصول على رقم هاتف اهل المتوفي الاخر عرفوا انهم سيدفنوه في مقبرة الكرخ في ابو غريب وهي اكبر مقبرة للسنة من اهالي بغداد بعد منع المحافظة في دفن الموتى في مقبرة الغزالي ومقبرة الشيخ معروف وهكذا ذهبوا اهل المتوفي مسرعين الى مقبرة ابوغريب وهو رجل كبير وحيد هاجر اغلب ابنائه الى خارج العراق وتكفل بدفنه بعض اقربائه البعيدين وجيرانه وبعد الاخذ والرد والكشف عن الكفنين تعرف كل من الاهالي على ميتهم ليدفنوه في مقبرته المخصصة لهم هولاء في ابو غريب والاخرين في النجف ولكن ان كل المتوفين هم معلمين متقاعدين عاشوا في هذا الوطن الواحد لم تفرقهم الظروف والايام والنحل والملل عن وطنيتهم وعراقيتهم وهكذا عبرت جثتيهما نوع من التظاهر لزيارة المقبرتين قبل الدفن في تراب العراق الواحد الموحد رغم الموامرات والتحديات التي تعصف بهذا البلد عبر التاريخ
إقرأ أيضاً
-
بحكم أن الجزائر خضعت للحكم العثماني لمدة تفوق 300 سنة ( 1518 - 1830 ) هذه المدة الطويلة كانت كفيلة لانتقال الموروث العثماني إلى المجتمع ...
-
NA VEIA DO AMOR * POEMA DO POETISA BRASILEIRO : MARIA APARECIDA MARQUES SOUZA / BRASIL - * TRADUÇÃO FEITA PELO POETA TUNISIANO : MOHY C...
-
مشاركة : مفيد نبزو ـ مهداة إلى أمي ، وزوجتي ، وكل أمهات العالم . من القصائد المعتبرة عالميا ًمن أفضل ما كتب عن الأم ، فقد كتبها الشا...
-
التكوين القاعدي للباحث خليفة حماش الباحث خليفة حماش من مواليد قرية بوعزيز بمدينة برج زمورة ولاية برج بوعريريج ، هذه المدينة التي أنجبت ...
-
مع افتتاح بازار الإنتخابات الرئاسية في لبنان بدأت سبحة الترشيحات لرئاسة الجمهورية منها المعلن سابقا وحديثا بالاضافة الى الترشيحات الكامنة ...
-
المعروف انه بعد اتفاق الطائف وتعديل الدستور اللبناني ان الرئيس لا يملك تلك الصلاحيات المطلقة التي كانت قبل الطائف والتي تحول معظمها الى رئيس...
-
قال تعالى في مُحكم التنزيل : ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَ...
-
ثديا المرأة أجمل ما فيها، وهما العضوان البارزان اللذان لا تستطيع المرأة - مهما حاولت - إخفاءهما، وهما من أكثر أعضائها شهوة وإثارة للرجل،...
-
(ملاحظة : لقد كتبت هذه المقالة التحليليَّة لكتاب (أيام فلسطينيَّة ) قبل وفاة الصديق الكاتب والمؤرح خالد الذكر الدكتور تميم منصور بعدة سنوات ...
-
( في رثاء الشاعر الكبير المرحوم الأستاذ " جورج نجيب خليل " ) - في الذكرى السنويَّةِ على وفاتِه - نبيَّ الشِّعرِ والن...
0 comments:
إرسال تعليق