مقالان وقصيدة لشاكر فريد حسن

على هامش قرار غواتيمالا نقل سفارتها الى القدس
غواتيمالا هي جمهورية في امريكا الوسطى ، مرت بظروف ومراحل تاريخية من حروب وانقلابات وتعاقب في الحكومات ، وكانت حصلت على استقلالها في العام ١٨٢١ ، وهي أول دولة اعترفت بانفصال سورية عن الجمهورية العربية المتحدة في العام ١٩٦١ .

وهي ايضاً أول دولة بعد امريكا تعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل ، وكذلك هي من سبع دول صوتت ضد قرار الامم المتحدة ، الذي يدعو امريكا التراجع وسحب اعترافها بالقدس عاصمة لاسرائيل .

وكان الرئيس الغواتيمالي جيمي موريس قد اتخذ الاسبوع الماضي أمراً بنقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس اقتداءً بالولايات المتحدة ، وبعد محادثته مع رنيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ، الذي تجمعه به علاقة قوية ووطيدة .

وتجدر الاشارة الى أن رئيس غواتيملا السابق رامير دي ليون كاربيو ( الذي حكم ما بين ١٩٩٣- ١٩٩٦) أمر بنقل سفارة بلاده الى القدس ، لكنه تراجع عن قراره بعد أن اغلقت الدول الاسلامية أسواقها أمام البضائع الغواتيمالية ، ولا سيما تجارة الهال الذي تشتهر به .

وقد جاء قرار غواتيمالا بعد الصغعة التي تلقتها امريكا بتصويت ١٢٨ دولة لصالح قرار الامم المتحدة . 

ان القرار الغواتيمالي الذي لقي السرور والترحاب من نتنياهو والحكومة الاسرائيلية هو قرار مخز ومعيب ومخالف للقانون ، وقد ردت غواتيمالا على الضغوطات والانتقادات التي وجهت لها بأن " الحكومة الغواتيمالية تحترم كثيرًا المواقف التي اتخذتها الدول الأخرى ، وعلى الآخرين أن يحترموا قرارها " .

قرار غواتيمالا ومن قبلها أمريكا لن يغير من الواقع شيئاً ، فالقدس كانت وستبقى عربية ، اسلامية ومسيحية ، وهي العاصمة الابدية لفلسطين ، منذ أيام الكنعانيين وحتى يومنا هذا وليذهب ترامب وموريس الى الجحيم ، وليشربا من بحر غزة - كما كان يحلو للزعيم الفلسطيني أبو عمار أن يقول .
**
صلاة للعام الجديد 
مضى عام
وارتحل
أقبل عام آخر
حمل معه بشائر
خير
برد
رعد
ومطر
مطر مطر مطر
فاح عطر النعناع
والزعتر
طال ليل السهر
وطاب السمر
ضحكت عيون
العاشقين
وتناجت أفئدة
المحبين
رفعت الكؤوس
وترنحت الرؤوس
سعدت النفوس
وتراقصت القلوب
فرحاً
وطرباً
على أنغام الموسيقى
والدبكات
والشراب
كثرت الصلوات
والأمنيات
والدعوات
بحلول عام خير
وعام محبة
وعام سلام
وعام مسرة
بلا عنف
وسطو
ودون حروب
وفتن
وجراح
وعذاب
وآلام
واراقة دماء
كي لا نرى أباً
ثاكلاً
أو عين أم تدمع
أو طفل يبكي
أمه
أو أباه
فلعل الله يحقق
الأحلام
والأمنيات
**
على ضوء قرار حزب الليكود الاسرائيلي فرض السيادة على الضفة الغربية والقدس 
بالأمس صوت حزب الليكود الحاكم في اسرائيل على مشروع فرض السيطرة والسيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية والقدس .

وهذا المشروع الصهيوني الليكودي يشكل امعانًا في سياسة الاعتداء على الحق الفلسطيني ، واستغلال الأوضاع السياسية العربية الراهنة ، والتمزق العربي والفلسطيني والدعم الامريكي وقرار ترامب الخطير بشأن القدس ، لتنفيذ مشاريع الاحتلال الاستيطانية التهويدية وفرض السيادة الاسرائيلية من جديد على الضفة الغربية .

ولا جدال أن هذا القرار الخطير جدًا ، والمرفوض  فلسطينيًا وعربيًا وعالميًا ، له تداعياته وافرازاته الكبيرة ، وينسف كل الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ، وينهي كل بارقة أمل وما تبقى من العملية السلمية .

وبات واضحًا للجميع أن اتفاق اوسلو ومشروع التسوية والمفاوضات العبثية طوال عقدين من الزمن ، أعطت فرصة كبيرة وهيات الظروف لتنفيذ السياسة الاحتلالية العنصرية المتطرفة .

ومما لا شك فيه أن هذا القرار الليكودي سيتحول الى قانون اسرائيلي عام في الكنيست لتصفية القضية الفلسطينية ، وهو يعني بالبنط العريض أن اتفاق اوسلو المشؤوم ، وأوهام مفاوضات السلام انتهت وتلاشت .

لذلك ، ولمواجهة المشروع الليكودي العنصري الخطير ، فيجب الاسراع في تحقيق المصالحة الفلسطينية ، وتخلي السلطة عن مسار التسوية ، ووقف التنسيق الأمني ، وتوطيد أركان اللحمة الوطنية والجبهة الداخلية الفلسطينية ، والعودة الى طريق المقاومة الشعبية .


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق