هذه السنة قصيدتي عن (الإنسان)، والإنسانية)، تزاحم قصيدتي عن (العيد ) المناسبة... (حتّى يُقالَ إلى الإنسانِ "إنسانُ") قصيدة نظمت بمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيس المنظمة العالمية لحقوق الإنسان (12 / 8 / 1998م) ،بطلب منها ، وألقيت في الحفل متصدرة ، وتصدرت الكتاب المطبوع عن المناسبة مع صورة الشاعر للجمعية ذاتها .(البسيط).
الإنسُ إنسٌ ولم ينقصْهُ عنوانُ ** دهداهُ للجور ِطغيانٌ وإذعانُ
حرية ُ المرءِ قبلَ الخبزِمطلبُها * إنْ أدركَ المرءُ أنَّ الخبزَ سجّانُ
كفرتَ باللهِ إنْ لم تستقم خـُـلقاً ***وإن أحاطُكَ انجيــلٌ وقــرآنُ
عجبتُ ممن يفيضُ الوسعَ محتملاً * إذْ حلَّ قلبهُ شيطانٌ ورحمانُ
كأنهُ دونَ بدءِ الخلقِِ مرتبةٌ **لا يرتضي مثلها غولٌ وحيوانُ
أين الإلهُ ؟ بلفظٍ أنـــتَ تذكـرُهُ *** إنَّ الإلهَ مـدى التاريخِ وجدانُ
***************************
الإنسُ إنسٌ ولم ينقصْهُ عنوانُ *** دهداهُ للجورِ أشـباهٌ وطغيانُ
يا ليلُ مالكَ في اطفاءِ جذوتنا **فهلْ ستُــخفى بغسق ِالليلِ نيرانُ؟
من قبل ِسـبعةِ آلافٍ وموطنُنا *** رمزُ الرقيِّ وللإنسان ِ عنــوانُ
يستكثرونَ عليكَ المجدَ هل ذكروا **من بعدِ مجدكَ رومانٌ ويونانُ؟
هنا الحضاراتُ قد شادتْ ركائزها ** فسائل ِالدهرَ إذ كنّا وإذ ْ كانوا
مَـنْ استطالَ مع الدنيا لغرّتها ؟ **وأين حطّتْ بثقل ِالفكر ِ أديانُ؟
ماذا عليكَ إذا أُخمدتَ في زمنٍ *** مَنْ فاتهُ زمنٌ جاءتهُ أزمانُ
حاشاكَ يا مُلتقى الأفذاذِ منعدماً **فللشهامةِ يومَ الضنكِ فرسـانُ
ليسَ الترابُ ولا الأحجارُ موطننا *إنْ القلوبَ ووسعَ الصدر ِأوطانُ
سنزرعُ الأملَ المنشودَ فــي بلدٍ **فدجلة ُ الخير ِعنـدَ القحطِ ملآنُ
إذا خبا الحقُّ يقفو مَـنْ يؤجّجهُ **** فقدْ تعــاقبَ إنسـانُ فإنسانُ
************************
لو كان يدركُ مَنْ ساءتْ سرائرهُ ** إنّ الحضارة َألطـافٌ وإحسانُ
تسريحُ نفسكَ ظلماً رحتَ تضمرهُ ** لا يرتقـي شأوهُ خيرٌ وإيمانُ
هذي الخلائقُ أورادٌ منسـقةٌ * **منْ كلِّ جنس ٍعلى الترباءِ أفنانُ
فالارضُ مزرعة ٌللناس ِتنبتهمْ **فالعربُ روضٌ وأهلُ الصـين ِبستانُ
لو أنَّ كلَّ بقاع ِ الأرض ِ يمـلؤها *** خلقٌ تشـابه هــدَّ الخلقَ خلقانُ
ما كان نيسانُ تهواهُ القلوبُ شذىً ** لو أنَّ كلَّ شهور ِالدهــر ِنيسانُ!
إنَّ التنافرَ عقبــاهُ لجاذبــةٍ ***** والوصلَ لذتـــهُ وجدٌ وهجرانُ
سبحانَ من نوّعَ الإنسانَ لهجـتهُ *** وعرقهُ كـي يقيمَ العدلَ ميزانُ
سبحانَ من لبّسَ الآنامَ زخرفــــةً **تـُـمتـِّعُ العينَ أزيــــاءٌ وغـزلانُ
تسيرُ في جنّةِ النُّعمـــى وتغفلها ** فانْ سُوْحك فـي الاحياءِ سلوانُ
وسائل ِ العزة َ القعساءَ مُذ خُلِقتْ *** أنّى يُعــــزُّ بلا الإنسـان ِ إنسانُ
************************
لا يستقيمُ مدى الأيّام ِ إنسانُ ***** وجهــانُ للنفسِ سفاحٌ ورحمانُ
طوراً يسبّحُ للرحمـان ِ مغفرةً ***** وتارةً فيه تجــديفٌ وبهتـانُ
سل ِ الأُلى من أبـي ذرٍ بربذتــهِ ***** أو مَـــنْ تزّهــدَ عمـارٌ وسلمانُ
ماذا تحقـّــقَ من شرع ٍ بذمتهم؟ **** وأيــن نكرانُهم للذاتِ مُذْ كانوا؟!
غطـّى عليهمْ بريــقٌ لبّـهُ صدأ **** تسمو الرجالُ بأشكال ٍ وتزدانُ
أضحى البريءُ لفي جرم ٍ ولاسببٌ **والجـرمُ يزهو بفخر ٍ وهـو عريانُ
حتّــــى كهلتُ و أيّامي تعلّمني *** فـي كلِّ ألفٍ من الآناس ِ إنسانُ
إنَّ الحــــكيمَ يرى الدنيا كعاقبةٍ *** ياليتَ جمعَ الورى في العقل لقمانُ
لقــــــد بلغتَ إلى الإنسان ِ منزلةً ***لو أنَّ خصمكَ في وجهيكَ إنسانُ
***********************************
يا أيها العقلُ مَنْ أعطاكَ مكرمةً ؟ً *** فالعقلُ نابٌ و فكرُ الناس ِ ذيفانُ !
نخشى الكواكبَ منْ مجهولها خللاً ***** وذرةُ الارض ِ تدمـيرٌ ونيرانُ
هذا الوجـــودُ لفــي طيّاتهِ عـــدمٌ **** وفي الحقائق ِ إثبـاتٌ ونكرانُ
ماذا بقى بعقول ِ الناس ِ يدهشُــها ؟ ***عشـــرونَ مليونَ في كفٍّ وإنسانُ!
******************************
إذا تأملتَ لمحَ العمـــر ِ يخطفـهُ ***رمسٌ وفيهِ من الأضدادِ ألــــوانُ
ضربٌ من العجز قبلَ الموتِ يُرهبنا ***ولفلفتْ بعـــــدهُ الترهيبَ أكفانُ
لِــــمَ التجبرُ والدنيا لنا عِبـــرٌ ؟! ** حصيلة ُ العمر ِ لحـدٌ فيه جثمانُ
وإنْ سموتَ على الجوزاءِ مرتبةً ****سـتقهرُ الرفعة َ العــلياءَ ديدانُ
أجلُّ أعمالكَ الفضلى وصـالحها ** نفحٌ من الطيبِ : غفرانٌ وتحنانُ
ما أبلغَ المرءُ إنساناً بعاطفـةٍ ! *** إذا تهاــــفتَ للإنسان ِ إنسانُ
******************************
حبُّ الطفولةِ إيمــانٌ ووجـدانُ *** نبعُ الوجودِ ، وللأوطـان ِ أركانُ
لا يعبقُ الوردُ إلّا مِنْ تنسّـمــها ***عبـــثٌ و لهـوٌ و للأنفاس ِ ريحانُ
لا تشرقُ الشمسُ من علياءِ دوحتِها **إلّا كوجهِ صبيٍّ وهـــو جذلانُ
عينُ الطفولةِ قرّتْ وهـي حالمةٌ ** لم يبقَ في الأرض ِ تشريدٌ وحرمانُ
وللحياةِ ضــروراتٌ وأعدلــها ** في حزن ِ عَـمر ٍ يسرُّ البيتَ عمرانُ
سبحانَ من أودع الإنسانَ بدعتـهُ **قــَـدْ ولـّـدَ الفـــردَ باللــــذاتِ إنسانُ
*****************************
جمعية ٌ باركَ اللهُ الجهـــودَ بهـــــا ** فكلُّ جُهـــدِ لها فضــلٌ وعرفانُ
أمينـة ٌ في مساعيها موثقــــةٌ **** فالشرُّ متـَّهــــــمٌ والحـقُّ سلطـانُ
جلَّ الدفاعُ عن المظلوم ِ مكرمـةً ** سيفٌ عـلى الجرم ِ بالحدّين يقظـانُ
نبــــلُ الجهودِ بـــــأنْ نسعى لغايتِها ** حتّـى يُقالَ إلـى الإنسان ِ (إنسانُ)
الهامش:
1- هذا الخلق خلقان: أي فسد الخلق وبلى, لأن التشابه دليل على عدم التجديد، في التنوع تجديد للحياة واستمرار لتطورها.
2- الذيفان: السم القاتل
3- اذا نونت كلمة (عمرو) تحذف الواو ... عمران: اسم علم وفيه تورية للعمران والبناء واستمرار الحياة.
0 comments:
إرسال تعليق