على ضفّة نهر بلوري,وفي ظلّ أشجار سامقة,ساد الجنرال الأبيض (الثلج) سيادة بهيّة ليُنشد أرقى سمفونيّة طبيعية.
ولعلّنا نستذكر بجدير الاعجاب عبارة رائدة لعالم الفيزياء الشهير"أيناشتين" القائل:"تأمّل في الطبيعة تفهم كل شيء."
وبالعودة الى الأيقونة :تتعالى الأغصان وكأنّها الأيادي المرفوعة بخشوعها الى السماء (رِحاب الرحمة الشاسعة دون حدود,ومرتع الطمأنينة للرؤوس المرفوعة والعيون المحدّقة في جوهر التسامي المطلق وواجب الوجود وصانعه( الله).
اذ تحتضن فروع الأشجار حُبيبات الثلج في كنفها ,والتي ما تلبث أن تسري وتتغلغل بجذوع وجذور وقلوب انتمائها. (عُمق مستنقع عميق).
وتستحيل ( تتحوّل) كُرات الثلج الناصعة الى قطرات المياه العذبة (لآلىء الألق) , لتسير الى عشيقها المستنقع ,حيث تلتحِف بالغيوم على ايقاع عَظَمة الجبال المترنمة بفائق الوقار.
وكأننّا بصدد لُغة الجمال اللامألوف ,نتعلم أبجديته من سيميائية لوحة طبيعية رائعة المعالم.
حيث يفيض ينبوع الملاك الأبيض(الثلج) ,وتنبري الشمس (مركز الكون) لتنثر خيوطها الذهبيّة على أديم المياه الفضيّة.
ما أروع أن نتأمّل ملياً وبعيون الدهشة الجميلة في حنايا مرتعٍ يُحاكي مسارح الألق, حيث زيّنت ريشة مبدعة كل تفاصيله المبهرِة ولا تنفك عن اقتناص فرصة رائعة لتجسيد الجمال بالخطوط والألوان!
وبالمُوازاة ترفرف أسراب الطيور في سماء المستنقع وكأنّها الملائكة الحارسة لرِحاب المكان ولتبشّر بزمان الخير مهما اشتدّت عواصف الحياة.
وفي سِياق استقراء فلسفة الألوان :
يُحاكي اللون الرمادي ملاذ الدفء ويهزأ بألوان العواطف الممزّقة والمنافقة على قارعة السّطحيّة أو الزّيف.
ويعكس اللون البنيّ عُمق التجذّر وجوهر الانتماء لربوع المكان.
كما ويتناثر ألَق الأبيض في أرجاء الأيقونة الشتوية ,ليعانق الأماني الناصعة.
واخيراً, نلتمس حكمة باهرة في اختلاف الظروف الزمكانية بأنّ صديق الطبيعة هو عدوّ اليأس.
لوحة الرسّام شوقي دلال للثلج على مستنقعات عمّيق البقاع الغربي لبنان
0 comments:
إرسال تعليق