تعالي/ جورج مسعود عازار



تعالي في كُلِّ الأوقاتِ

تعالي صَيفاً وشِتاءً

تعالي برقاً ورَعداً

تعالي خريفاً وربيعاً

فكُلُّ الفصولِ بكِ تليقُ

ولأجلِك تنحني الحُروفُ

تعالي برداً وزمهريراً

تعالي ثلجاً أو مطراً

فذلكَ لا يعنيني

لأنَّ كُلَّ المواعيدِ

 لكِ تُناسبُ 

وكُلُّ الأوقاتِ تُصيبُ

إن جِئتِ َتجَهُّماً أو تَبسُّماً

بصحبةِ ضِحكةٍ أو برفقةِ هَمسةٍ

أو حتَّى بنحيبٍ

تعالي صحواً أو غيماً 

شمساً أو قمراً

لا يشغلني كيف تأتين

لو جِئتِ مثلَ العواصِفِ مُكفهرِّةً

أوفي سكينةٍ مثل دَعَةِ النَّسيمِ

تعالي بأغلى الفساتينِ

أو بأرخصِ الثِّيابِ

تعالي مِن غيرِ مواعيدٍ 

ومن غير إشعارٍ ولا إعلانٍ

خلخلي كُلَّ المواقيتِ

وحَطِّمي كُلَّ الأوزانِ

فلا اختلالٌ ولا نكوصٌ

يُغيِّرُ مقاييسَ الهُيامِ

من أجلِكِ صَنعوا التَّقويمَ

واخترعوا حِساباتَ الأيامِ

لا تقرري أبداً حُكمَ الغيابِ

من غيرِ لِقاءٍ

ففي النِّهاياتِ يا حبيبتي

تموتُ الرُّوحُ

وحينها يكونُ الفناءُ

وما الحياةُ بعد الفُرقةِ

سوى احتسابُ أوراقٍ

لِما تبقَّى لنا 

من جحيمِ الأحزانِ

كيفما شئتِ تَعالي 

ولَكنْ لا تأتي ابداً كي تقولي:

وَداعاً

على البابِ ينتظرُني

 وحشُ الغيابِ


ستوكهولم السويد


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق