على يسار موسى مرعي معالي الرئيس الدكتور عبد الكريم الارياني , على يساره وزير الداخلية اليمنية اللواء حسين عرب و امين العاصمة السيخ حسين المسوري
الدكتور عبد الكريم الارياني : دماغ اليمن و شرعها الاعلى و فيلسوفها و اديبها و المحنك السياسي و الرأس المحرك لادارة النظام و الحكم . استلم مرتين رئاسة مجلس وزراء اليمني و مرتين وزيرا للخارجية و عدة مناصب وزارية و مراكز , التقيت به عام 1995 في العاصمة صنعاء حين لبيت الدعوة التي وجهت لي لحضور مراسم السنة الاولى لمهرجان الوحدة بين شطري اليمن الجنوب و الشمال عيد الوحدة و كان آنذاك وزيرا للخارجية اليمنية و قد التقيت به على طاولة الغداء في فندق عدن و بدأنا نتحدث الى ان اخذنا الحديث في اتجاه الصراع السياسي في المنطقة , فكان يحدثني عن حلمه للوحدة العربية , و انا كنت اشدد على ان العروبة قد افلست و من الصعب ان تتحق هذه الاطروحة الا من بوابة الامة السورية من خلال وحدة الوطن السوري و أنا بدوري كنت اشرح نظرية سعادة او فكر سعادة و بدون ان اذكر اسم سعادة , نظر الي و ابتسم و قال لي ان هذه الفلسفة التي تتحدث هي فلسفة الشهيد انطون سعادة مؤسس الحزب القومي السوري هكذا قال و بدأنا نتكلم عن استشهاد الزعيم انطون سعادة و اقسم انه قال لي انه متأثر جدا بسعادة و ان طريقة اعدامه كانت اغتيال لامة بكاملها و ارادوا ان يخنقوا صوت الحق , من هنا احببت هذا الرجل . انتهت مدة الزيارة في اليمن و رجعت الى الدانمارك , لكن رجعت الى اليمن للعمل بأواخر عام 1999 من استراليا الى اليمن و اقمت في عدن و بدأت اتصالاتي بأشخاص من وجهاء الحكومة اليمنية و بالوزير المرحوم احمد البشاري وزير الهجرة و الرياضة و قد وعدني ان يصطحبني معه بزيارة لدولة الرئيس عبد الكريم الارياني و بالفعل حصل و قد تطورت الصداقة بيني و بينه و العديد من الوزراء و اصحاب المناصب الرفيعة في اليمن السعيد و الشخصيات القبلية
كنت عندما اذهب الى العاصمة صنعاء اتصل به هاتفيا مرة قال لي عندما تأتي الى صنعاء لا تتصل هاتفيا تأتي الى بيتي فورا مجرد ان تعرف على اسمك لان سأبلغ الحراس الآن ليسجلوا اسمك مع اسماء المقربين انت اصبحت منا يا ابن موسى مرعي و بالفعل هكذا حصل
لكن بعد انتهاء ولاية الرئيس علي عبد الله صالح انا تمنيت على الدكتور عبد الكريم ان يستقيل من عمل الحكم و السياسة لان انا اعرف انه كان يتعب كثيرا جدا و لكن تفاجئت بأنه عين مستشار اول للرئيس الجديد و المخلوع حاليا عبد ربه منصور هادي و بعد ذلك حصل الغزو السعودي على اليمن و اذ هو يذهب مع هادي الى السعودية . انا لا اشك في وطنية الارياني ولا حتى الشعب اليمني و اللجان الشعبية و لا الجيش الوطني اليمني لان أغلب المقاتلين في اللجان الشعبية و الجيش اليمني هم يعتبروا من تلامذة الدكتور عبد الكريم الارياني رحمه الله . و قد سربت اخبار من احد ابرز المسؤولين اليمنيين و المقربين منه والذين انتقلوا معه الى السعودية بأنه كان مسموم دعاه احد الامراء السعوديين الى الغداء و بنفس اليوم بدأ يتعب الارياني و الامير يتصل به كل شوي يريد ان يطمأن على صحته و علما ان الفقيد الارياني لم يخبره انه تعبان صحيا لانه عرف بأن الامير دس له السم القاتل ببطئ فقرر السفر الى ألمانيا لتلقي العلاج و كان ملك الموت ينتظره هناك في المانيا و كأن ملك الموت ينتمي للوهابية . فغيب الموت هذا الرجل الوطني الذي مات دون ان يوضح لماذا ارادوا قتله ؟ و لماذا ترك اليمن وهو يعشق تراب اليمن و لا يفرق بين اليمنيين . مات عقل المنطقة و دماغها مات شهيدا و يا ريته بقي مع ابنه بالتبني سياسيا علي عبد الله صالح وو قف مع اللجان الشعبية انصار الله . بل قتل غدرا من من لا يعرفوا الا الغدر و المكر . يرحمه الله و يدخله فسيح جناته .
0 comments:
إرسال تعليق