مهما كبرت الصعاب ومهما بلغت الآلام ومهما كثر الأنذال ومهما تكالب المتربصون "" لسورية غدٌ سيأتي "" هذا ما ينبئنا به التاريخ وما يقوله العقل والسيرورة والصيرورة فجميع الحروب لها نهاية مثلما لها بداية وفي جميع الحروب يسقط بشر وأبرياء في ساحات القتال ويسقط آخرون نتيجة المرض والجوع ويموت الكثيرون حسرة وألماً وقهراً على ما آلت إليه امورهم وعلى أعزاء فقدوهم وخسائر لم يكونون قادرين على تحملها . يخسر الآلاف قطعة أو أكثر من أجسادهم وتعاق حركتهم وتهاجر النخب والشباب وتهاجر الطيور ويأتي البوم وتفقد البلاد بعض أجيالها , هذه هي حال الحروب "" يسقط الانسان فيها وتبقى الأرض "".
في التاريخ الغير بعيد نهضت اليابان بعد خسارتها الحرب مع أمريكا وبعد ضرب هيروشيما وناكازاكي بأسلحة الدمار الشامل , نهضت بعد أن تعلم أبنائها من الطفل وحتى الامبراطور وعلى مدى ثلاث سنوات اللغة الانكليزية وهي لغة عدوهم الأمريكي فنقل علماء اليابان ومثقفيها كل علوم امريكا الى بلادهم وانطلقوا منها الى علوم جديدة فقدمت اليابان للبشرية حضارة وصناعة ستبقى منارة لأجيالها القادمة . أما المانيا المهزومة والمشتتة والمقسمة والمدمرة والذي تم تهجير الملايين من سكانها بعد الحرب الكونية الثانية فلملمت جراحها وبنت نهضتها الصناعية والعلمية والاقتصادية وأصبحت رقماً كبيراً في الاقتصاد العالمي لا سيما بعد وحدتها وانهيار جدار برلينها . وفي حرب الولايات المتحدة الأمريكية الاهلية والتي اندلعت بسبب اعلان إحدى عشر ولاية جنوبية الانفصال والتي تعتبر من أكثر الحروب دموية في التاريخ الأمريكي حيث سقط فيها أكثر من 620 الف جندي ومئات آلاف المدنيين ومع ذلك تمكنت الولايات المتحدة من استعادة وحدتها وانهاء الرق والتربع على عرش العالم تمتص رحيقه وتسخر الكثير من بلدانه لخدمتها . وفي اسبانيا وقعت الحرب الأهلية بين الجمهوريين والقوميين وبسبب عنفها انتشرت مخيمات اللاجئين الاسبان في فرنسا ومع ذلك عادت وتوحدت اسبانيا وتوحدت أحزابها ورممت جراحها وبنت مدنيتها الحديثة . وفي ايطاليا وقع ما سمي بالحروب الايطالية الكبرى ( حروب هابسبورغ فالو) وانخرطت فيها كافة المدن الايطالية والولايات البابوية إضافة لمعظم الدول الاوروبية وكانت سمتها الرئيسية "" التحالفات والتحالفات المضادة والخيانات "" وفي النهاية انتصرت ايطاليا على الجراح وبنت ايقونة الصناعة الاوروبية . وفي الصين والتي انتهت حربها الأهلية عام 1950 بعد 23 عاما من الصراع بين القوميين والاشتراكيين من أبناء البلد الواحد انتهت الحرب ببناء جبهة الاتحاد الثانية وها هي الصين اليوم تغزو صناعاتها العالم وأصبح اقتصادها من أوائل اقتصاديات العالم . وفي فيتنام حيث اندلعت حرب قاسية بين الفيتكونغ وحكومة الجنوب تدخلت فيتنام الشمالية والولايات المتحدة في هذه الحرب التي دمرت البشر والحجر في تلك البلاد وأدت الى مأساة انسانية هزت العالم وفي النهاية توحدت فيتنام وغادرها الغرباء . أما روسيا التي عانت من شح الموارد قبل اكتشاف نفطها وبعد أن قدمت سبعة وعشرون مليون ضحية في الحرب العالمية الثانية وبعد أن دمر أكثر من 70 ألف من مدنها وقراها تدميراً كاملاً وبعد أن أرغمت الحرب سكانها وبسبب المجاعة على تناول نقانق بشرها , روسيا قامت ونفضت غبار جراحها وانطلقت أكاديميات العلم فيها وخاضت تجارب رائدة في الصناعة والزراعة وبنت إمبراطورتها الجديدة رغم أنف أعدائها وأخيراً وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي عادت فاعلةً ورقماً صعباً في النظام الدولي ولعبة الامم .
ما عرضته نماذج لحروب عانت منها البشرية ومعظم البلدان وكان لها سيرورة واحدة دخلت في امتداد وتطور وحركة متتالية أدت في النهاية لانتصار هذه البلاد على حروبها وعلى جراحها وبنت مدنيات حديثة تفوقت على المدنيات التي كانت سائدة قبل هذه الحروب . ما تحدثت فيه هو عن حروب آلت صيرورتها الى تحول من حالة التدمير والموت الى حال البناء والتعمير والمساهمة في تطور البشرية .
والسؤال الذي يشغل بالنا جميعاً في سورية والعراق في اليمن وليبيا متى تنتهي هذه الحروب ونخرج الى البناء واعادة الاعمار ونضع ارث الحرب على الرفوف وننطلق لبناء مدنية تفوق مدنيات العالم رقياً وحضارة . أتمنى ألا يكون هذا اليوم بعيداً وأتمنى أن يكون جيلنا شاهداً وصانعاً فيه .
في التاريخ الغير بعيد نهضت اليابان بعد خسارتها الحرب مع أمريكا وبعد ضرب هيروشيما وناكازاكي بأسلحة الدمار الشامل , نهضت بعد أن تعلم أبنائها من الطفل وحتى الامبراطور وعلى مدى ثلاث سنوات اللغة الانكليزية وهي لغة عدوهم الأمريكي فنقل علماء اليابان ومثقفيها كل علوم امريكا الى بلادهم وانطلقوا منها الى علوم جديدة فقدمت اليابان للبشرية حضارة وصناعة ستبقى منارة لأجيالها القادمة . أما المانيا المهزومة والمشتتة والمقسمة والمدمرة والذي تم تهجير الملايين من سكانها بعد الحرب الكونية الثانية فلملمت جراحها وبنت نهضتها الصناعية والعلمية والاقتصادية وأصبحت رقماً كبيراً في الاقتصاد العالمي لا سيما بعد وحدتها وانهيار جدار برلينها . وفي حرب الولايات المتحدة الأمريكية الاهلية والتي اندلعت بسبب اعلان إحدى عشر ولاية جنوبية الانفصال والتي تعتبر من أكثر الحروب دموية في التاريخ الأمريكي حيث سقط فيها أكثر من 620 الف جندي ومئات آلاف المدنيين ومع ذلك تمكنت الولايات المتحدة من استعادة وحدتها وانهاء الرق والتربع على عرش العالم تمتص رحيقه وتسخر الكثير من بلدانه لخدمتها . وفي اسبانيا وقعت الحرب الأهلية بين الجمهوريين والقوميين وبسبب عنفها انتشرت مخيمات اللاجئين الاسبان في فرنسا ومع ذلك عادت وتوحدت اسبانيا وتوحدت أحزابها ورممت جراحها وبنت مدنيتها الحديثة . وفي ايطاليا وقع ما سمي بالحروب الايطالية الكبرى ( حروب هابسبورغ فالو) وانخرطت فيها كافة المدن الايطالية والولايات البابوية إضافة لمعظم الدول الاوروبية وكانت سمتها الرئيسية "" التحالفات والتحالفات المضادة والخيانات "" وفي النهاية انتصرت ايطاليا على الجراح وبنت ايقونة الصناعة الاوروبية . وفي الصين والتي انتهت حربها الأهلية عام 1950 بعد 23 عاما من الصراع بين القوميين والاشتراكيين من أبناء البلد الواحد انتهت الحرب ببناء جبهة الاتحاد الثانية وها هي الصين اليوم تغزو صناعاتها العالم وأصبح اقتصادها من أوائل اقتصاديات العالم . وفي فيتنام حيث اندلعت حرب قاسية بين الفيتكونغ وحكومة الجنوب تدخلت فيتنام الشمالية والولايات المتحدة في هذه الحرب التي دمرت البشر والحجر في تلك البلاد وأدت الى مأساة انسانية هزت العالم وفي النهاية توحدت فيتنام وغادرها الغرباء . أما روسيا التي عانت من شح الموارد قبل اكتشاف نفطها وبعد أن قدمت سبعة وعشرون مليون ضحية في الحرب العالمية الثانية وبعد أن دمر أكثر من 70 ألف من مدنها وقراها تدميراً كاملاً وبعد أن أرغمت الحرب سكانها وبسبب المجاعة على تناول نقانق بشرها , روسيا قامت ونفضت غبار جراحها وانطلقت أكاديميات العلم فيها وخاضت تجارب رائدة في الصناعة والزراعة وبنت إمبراطورتها الجديدة رغم أنف أعدائها وأخيراً وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي عادت فاعلةً ورقماً صعباً في النظام الدولي ولعبة الامم .
ما عرضته نماذج لحروب عانت منها البشرية ومعظم البلدان وكان لها سيرورة واحدة دخلت في امتداد وتطور وحركة متتالية أدت في النهاية لانتصار هذه البلاد على حروبها وعلى جراحها وبنت مدنيات حديثة تفوقت على المدنيات التي كانت سائدة قبل هذه الحروب . ما تحدثت فيه هو عن حروب آلت صيرورتها الى تحول من حالة التدمير والموت الى حال البناء والتعمير والمساهمة في تطور البشرية .
والسؤال الذي يشغل بالنا جميعاً في سورية والعراق في اليمن وليبيا متى تنتهي هذه الحروب ونخرج الى البناء واعادة الاعمار ونضع ارث الحرب على الرفوف وننطلق لبناء مدنية تفوق مدنيات العالم رقياً وحضارة . أتمنى ألا يكون هذا اليوم بعيداً وأتمنى أن يكون جيلنا شاهداً وصانعاً فيه .
0 comments:
إرسال تعليق