مُذ أول هجرة إليكِ وأنا أفقدُ دموعي زخّةً إثرَ زخّة أيتُها القصيدة الخديجة الباهتة المشاعر , قبلَ الأوان جئتِ خريفاً ملعوناً جرّدَ أغصانَ قصائدي الجميلة وولّى هارباً وسطَ ظلام الفتنة , لا شيءَ سوى رماد الخديعة تُذرّينهُ فوقَ سطوري وجعجعة عشق غادر يشبُ صوت تلك المدافع الساكنة للآن في ذاكرتي , وحدهُ عشقكِ كان أكبرَ الخسارات , فمُذْ عشقتكِ وأنا أُعلنُ إفلاسي يوماً بعد يوم , أولا تذكرينَ عندما كنتُ اسمعُ صوتكِ كيفَ تتفتح كلَّ ( شبابيج ﮔــلبي )* ؟!! , وكيفَ تهربُ السعادات مِنْ جيوبِ انتظاراتي الطويلة ؟!! , لا شيءَ سيوقظني مِنْ نومي , لا شيءَ سيقلقني بعدَ الآن ويقضُّ مضاجعي , حتى سريري بعدكِ تصالحَ مع أحلامي حينَ تركتهُ بارداً كبرودةِ جثّة وأنا أقفُ وحدي حزيناً منتظراً وراء الباب , حتى قصائدي عادت حرّةً منكِ مهذّبة مشذّبة بلا ترهل ولا نفايات حين غادرتِ منها , اليوم هي أكثر دفئاً مما سبق , حتى ملابسي التي أهملتها كئيبة في خزانتي عادت تُشاكسني مغرورة بعدما عدتُ أُزيّنها كلّ صباحٍ وأنا أستقبلُ الحياة , حتى ستائر غرفتي رقصت غنجاً حين داعبتها شمس الربيع تطردُ مِنْ فوقها برودة الوحشة التي خلّفتها ذكرياتكِ وراءَ صمتها , ها هي أحلامي تعودُ إليَّ مطيعة دون ضجيج أضغاثكِ المُقلقة , وها هي السعادة تعودُ إليَّ , معَ قلبي وأشيائي ودفاتري وأقلامي الملوّنة , يا وجعي !! , كلّما ناديتكِ تجرّحت حنجرتي , انظري كيف هذا الصباح يحملُ لي عطرَ أزهار روحي ؟! , أنا لستُ أكثرَ الرجال عشقاً لكنني أكثرهم وفاءً , انظري إلى أمواج حنينكِ كيفَ تتكسر عند عتبة قلبي المغلق بوجهها ؟! , ستلاحقكِ لعنة قصائدي دائما ستعلنُ البراءة منكِ , حتى هدايايَ ستهرب مِنْ اسركِ , ستفقدُ بريقَ عشقي , عمياء ستبقى عندكِ لا تبصرَ ابداً ضحكتكِ الصفراء ! .
* شبابيج ﮔــلبي : نوافذ قلبي .
- العراق .
0 comments:
إرسال تعليق