أنا المُثقلُ بهمومي كهذي البلاد وأنتِ فتنةُ العشق الوافدة على قصائدي وحدكِ تجمّلين مشاعري وتعيدينَ إليها البريقَ, أيتها الملتهبة والأوفرَ حظّاً في قلبي يا منعطفاً فريداً ينادي بالسلام وينعكسُ بهجةً يا مَنْ تكفلُ الهدوءَ لمثلي حينَ يداهمنا الخريف بغتة , وحدي أقفُ مذعوراً قبالةَ سواحل زمنكِ غرقت أيامي وتناقصت فرصة النجاة , ها هي أحلامي تكادُ تختفي أسفلَ أمواج الزمنِ العبوس , كلّما أتشبثُ بساريةِ الأمل تتحطمُ وسطَ بحرٍ مِنَ الأسى أكافحُ عبثاً , عائدٌ أنا مِنْ رحلتي وقلبي يتدفأُ وسطَ جبالٍ مِنَ الجليد الأصم , هاربُ تهاجمني الذئاب تبحثُ عن طعامِ يملأُ أكبادَ حقدها , بحذرٍ أعبرُ الأسوارَ إلى أسرارِ حكايتنا القديمة وشتاء العمر المطعم بالعشقِ الشقي يقرصُ فرصةَ اللقاء المشتهى , يا للحظاتِ الباهرة لو ذابت الثلوج النائمة وتشابكت القلوب المضيافة وانتهتْ أزمنةُ الحروب وعادتْ طيورَ الحبّ ترفرفُ فوق تويجاتِ أزهارنا التي لوثتها أحذية العساكر اللعينة !! .
**
سيوف الحقد المظلمة
أما آنَ لي أنْ أُلقي سيوفَ الجهادِ الأسود وأزرع بساتينَ نرجسٍ حولَ قبورِ مَنْ رحلوا ظلماً ؟! , متى سنهجرُ ساحاتَ الحروب الكاذبة ونوقفُ تدهورَ الحياة ونحمي الأرضَ مِنْ شرورنا المتعاظم وننصرَ العشق ؟! , متى يتغلبُ ضميرنا الأخلاقي على ضميرنا الديني ونتألمُ لأوجاعِ الإنسانية لأننا شركاءَ في هذهِ الدنيا ؟! , كمْ نضمرُ في قلوبنا المعتمة مِنَ الضغائن والقُبحَ ؟! , ممتلئةٌ هيَ بالكراهيةِ للآخرَ واللاإنتماء لهذا العالم الفسيح , متى سنتضامنُ معَ ضحايا الحقد ونُشفِقُ على المظلومينَ ونتصالحُ مع العقل ؟! , إن لمْ نكنْ قادرينَ على حمل غصنِ زيتونٍ في زمنِ الحرب فنحنُ سنهلكُ جميعاً وسنقودُ أنفسنا إلى معضلةٍ عبثية , كيفَ فقدنا الشعورَ بسخريةِ القدر واللامبالاة وتقبّلنا الموت وفقدان الهوية ! , مِنَ المحزن يا حبيبتي أن لا ينتشلنا العشق مِنْ محنتنا وينتصرَ الشرّ ! , ها هي ملابسنا أصبحت ضيقةً علينا وأجسادنا باليةً ينهشها الخوف ,نحنُ التائهونَ في وطننا حولونا وحوشاً ضاريةً تأكلُ بعضها , ندخلُ في أنفاقٍ ملتوية لا نهايةَ لها نبحثُ عن الضوء .
0 comments:
إرسال تعليق