كم يحلو الكلام في هذه الدار العريقة بالاصالة والكرم والنبل والأخلاق، وكم اشعر بالالفة والمحبة والراحة عندما أتكلم في هذا الصالون الثقافي المميز، فحجم المحبة فيه تتسع لمئات القلوب الطيبة والوجوه النيرة الراقية لهذا الحضور الكريم من الفنانين والشعراء والمثقفين والأدباء الذين عشقو الكلمة وحلاوة اللقاء أيها الأصدقاء مساؤكم خيرأ.
اليوم نلتقي لنحتفل بمزامير شربل وشعر شربل وأدب شربل وجائزة شربل الشاعر والأديب والمربي والانسان الذي يصلي في محراب الانسانية المسبحة وفي محراب العطاء والابداع الأبانا.
بداية أقدم أعطر التهاني للشاعر العزيز الدكتور مروان كساب على نيله جائزة شربل بعيني لهذا العام تقديرا لانجازاته الشعرية الاجتماعية والأدبية في وطنه لبنان ووطنه الثاني أستراليا حيث كان لابداعه التأثير الكبير على جيل مهم من المثقفين والمبدعين.
تحت عنوان عريض لا بد من التأكيد على أن جائزة شربل بعيني تعتبر من الجوائز الأدبية القيمة، والتي أطلقها الدكتور عصام حداد تكريما لعطاءات الشاعر بعيني وابداعه وتقديرا للشعر والادب المهجري. تمنح الجائزة كل عام لللمبدعين من أدباء وشعراء وفنانين كان لهم أثر مباشر وغير مباشر في مسيرة الابداع الانساني .
ونحن اليوم بصدد الاحتفال باصدار كتاب الشاعر د مروان كساب "شربل بعيني صوت لبنان الأمين" الذي يتضمن 194 صفحة من الحجم المتوسط،، تألق فيه الشعر والنثر وسوف يبقى في ذاكرة القراء عملا أدبيا قيما. الف مبروك للشاعرين مروان وشربل.
الوقت قصير ولا مجال هنا للتحليل العميق للقصائد الواردة في كتاب "شربل بعيني صوت لبنان الأمين"
لذلك فضلت أن أختار أربع محطات تضمنها الكتاب وذلك احتراما للوقت المتاح:
المحطات هي: الوطنية والانسانية والحواريات والنثر
البداية
في البداية كانت الكلمة وما أجمل أن تكون بداية القصيدة الأولى في الديوان تبدأ بكلمة وطن، أبدع الشاعر د. كساب في تصوير ما يحدث في وطنه لبنان من خلال بيتين معبرين مكثفين وفي نفس الوقت يمدح وطنية الشاعر بعيني ويوضح ما للبنان من أثر عميق على شعر شربل بعيني حيث لم تستطع المسافات البعيدة أن تخمد جذوة الحب الكبير الذي يكنّه الشاعر بعيني لوطنه "لبنان"،. حيث قال في قصيدة وطن.
وطن
شربل بقلب الكل إحساسو قطن
تا يزوّد الآداب آداب وفطن
بقلب الوطن تركوا وطنهم للقدر
ومن غربتو شربل عم بيخلق وطن
وفي القصيدة الثانية تحت عنوان "خيك أنا" ولا أجمل أن تضيف على أواصر الصداقة محبة الأخوة ، وفي هذه القصيدة تسمو المشاعر الانسانية الفياضة من حنان وعطاء وامتنان ومحبة بالاضافة الى مديح مميز لشعر شربل .
طبعا في هذه القصيدة يناجي شربل قائلا:
خيّك أنا
خيك انا ولا تقول اني شريك
بيكفي حنان وذوق عاطيني
وخمر الشعر من فضلة خوابيك
وفيض الوحي منها عم يجيني
أعجبت بلغة الحواريات الواردة في الكتاب فكانت أحيانا نثرية وبعض الأحيان شعرية وفي كلا الحالتين راينا نصوصا أدبية قيمة، لفحت معانيها سلاسة التعبير وقيمة الصداقة ، وطغت عليها لغة المحبة والتواضع. أوضحت هذه الحواريات ما يكنه كلا الشاعرين مروان وشربل لبعضهما من احترام وتقدير.
يقول مروان لشربل
بتضل كبير
برأيي شربل البعيني
بعينه.. والباقي بعينه
خلقت كبير.. وقلب كبير
وبتضل كبير بعيني
يرد شربل لمروان
عملاق
العملاق اسمو بالشعر مروان
شعر الفصيح ورنة القصدان
مهما تفلسفنا وكتبنا حروف
تلاميذ نحنا بصفك.. ومعروف
دكتور أنت.. ومركزك منصان
مروان لشربل
رسول الانسانية
انك رسول الانسانية،
وامير الشعر والشعراء،
يا اخي الغالي
يا استاذ شربل بعيني،
وتواضعك صلاة خاشعة
على شفاه عبير البنفسج
ولهاث الندى السكران
على نفحات الزنابق البيضاء
والورود القمراء.
شربل لمروان
شاعر قدير
مروان.. حظي كبير اني بعرفك
شاعر قدير.. وبالصدق ما اشرفك
تعلمت منك كيف عملق كلمتي
كل الهنا.. كل الوفا باحرفك
انت مبدع.. عم تحلي دنيتي
انت نادر.. والهجر ما اتلفك
رح حلفك تبقى صديقي بغربتي
وغير هيك يا مروان مش رح حلفك
لا يوجد أكثر من ذلك محبة وتواضعا حيث يتواضع التواضع أمام هذا الكلام.
نثر الدكتور مروان كسّاب الشعري
من خلال بعض النصوص في الكتاب نكتشف أن محامي الشعر الشاعر الدكتور كساب أجاد وتألق في كتابة النصوص النثرية، فنصوصه النثرية اقرب الى الشعر من حيث السلاسة في التعبير وادخال الحياة الى عناصر نصوصه والتقاط الصور الجمالية المبتكرة والشعور الانساني الراقي في مخاطبة الاخرين.
واليكم بعض ما أبدع.
في مقاله النثري "دموع الخريف" الذي منه انبثق عنوان ديوانه الأخير، نراه يحوّل وادي بلدته "تنورين"، الى ملكة "متشحة بملابس السكينة والوقار".. "متربعة على عرش الأبد"، تاجها "جبال مشرئبة نحو السماء، وفي عينيها المقدودتين من الصخور السمراء صولجان الزمان".
في الختام
في كتاب الشاعر المحامي الدكتور مروان كساب "شربل بعيني صوت لبنان الأمين" يقتحم النص الشعري والأدبي عوالم جديدة وفضاءات أدبية مختلفة تمهد للقارئ لاقتحام هذه الفضاءات السحرية المدهشة.
يرتقي الشاعر مروان كساب باللغة الشعرية والفنية السلسة لمتلقيه، ويخلق لديه المتعة والوعي الثقافي والاجتماعي والانساني. فالشاعر يملكه ابداعه الغني أكثر ما يملك نفسه، ويزاوج بين الاحساس واللغة ليقدم للقارئ بريقا من السحر والمتعة والثقافة وهذا ما قدمه لنا كل من الصديقين العزيزين مروان وشربل فالف مبروك وكل التوفيق لمزيد من الابداع.
0 comments:
إرسال تعليق