من يقرعُ أجراساً في بابي ؟
- جاءتْ تحملُ شيئا
- جاءت معها بُشرى كُبرى
لِمَ خانتْ وتعرّتْ للوحشِ بغيّا
أفما كانَ الأجدرُ أنْ تبقى لمُغامرةٍ أخرى
في أيّةِ مقهى أو بارِ
أغراها الشيطانُ بصفقةِ إفلاسٍ دُنيا ؟
سدّي الأبوابَ جميعا
سأطلُّ كحارسِ مَرمى
ببريقِ مجامرِ نيرانِ الأحداقِ الحمراءِ
يتساوى فيها الليلُ وآفاقَ الأنوارِ
إذّ ذاكَ سأشفى
وأغضُّ الطرفَ عن الأمطارِ
تتساقطُ صيفاً مِدرارا
وتغيّرُ خطَّ الإبحارِ....
ماذا ؟؟ أسكونٌ هذا
أقوى من زِلزلةٍ دكّتْ بابلَ بُرجاً بُرجا
فطغى في النهرينِ الموجُ
وخرابُ المعمورةِ من بعدِ الطوُفانِ أتى
وخيامُ الهجرةِ أحرقها طاغٍ في نارٍ جبّارُ
أغرقَ نوحاً في اليمِّ الغضبانِ
وتسلّقَ صاري الفُلْكِ بنابي أفعى
أنذلَ ربّانٍ مُذْ ما بعدَ الطوفانِ ...
عشتارُ تغنّي
في أعلى أصواتِ مقامِ الريحِ مزاميرَ الطوفانِ
والظلمةُ غطّتْ سطحَ الأرضِ
ومحطّاتُ التفتيشِ بلا أرصفةٍ أو سقفٍ أو مرفا
فالى أين الريحُ العجلى
تدفعُ مرديَّ وأرماحَ الفُلْكِ الى طينِ مجاهيلِ الأعماقِ ؟
ماذا أبقى
هذا الطاعونُ المَلكيُّ لأشباهٍ مثلي :
رِمماً لا تُحصى ...
بشراً يأكلُ حيًّا بعضٌ بعضا
في مملكةِ المرضى والجوعى والهلكى
وتغني عشتارُلهذا الجيلِ المقهورِ
صامَ فنامَ ليصحو مؤوداً في منفى .
0 comments:
إرسال تعليق