مِن أجل عينِ مدينةٍ تكرمُ عين ألف مدينةٍ/ الأب يوسف جزراوي



في ربُى مدينةٍ  لظاها الوقدُ

تلظى في دُجى ليلّها الوجدُ

فمِن فرطِ الحرائق راح الّليل يحكي للصّباحِ 

كيفَ أقامتِ الحرائق الّليالي ولم تقعدها!!. 

بينما النّاسُ راحت تحثُ الخُطى 

في مدينةٍ أثقلت النّيران خطوات طرقاتها المتكحلة بالادخنةِ!.

حلّتها ما عادت ثوبّا قشيبّا 

وأزقتها ما عادت تحكي لِزوارها أجمل الحكايا...

بيدَ أنٌَ القمر سألني: يَا أبتاه مَا الخبر؟!.

فمنذ أيامٍ ورائحة الدخان تعبقُ!

وكَم مِن ليلٍ سجى وأنجلى

وكم مِن يومٍ ويومٍ دنى الصّباحُ فيه وأنبرى.....

ولكن ما شدى طير

كانتِ نغمان صوته الأجش كمانّا يُسبي المسامع

كقيثارة تُحرك معزوفاتها  غصن البان...

أما أنا فما عسّاي أن أجُيب:

فبعدَ أن حكت بغدادَ حكاية ألف ليلةٍ وليلة عن شهريارٍ

ها هي  مدينة لوس أنجلوس في كاليفورنيا الأمريكية

راحت تنكس أعلامها 

ومعالمها ما عادت تروي تاريخها....

ٱما دروبها، فهي ما عاد فيها تغاريدَ تشجيّ!

فنيران حرائقها في الأخبارِ عواجل ونواطق

تناجي البحار والأنهار

 عسى ولعلَّ سعير  الشّمم 

ولهيب لقِمم وأفياء النّخيلات يهجع...

هكذا هي الحالُ يَا رباه

إذ بِي لهفةٌ مِن أجل مدينةٍ تحترقُ  في اللّيل والصباحات

شؤاطها لا تعرفُ الدفء ولا تجود بالمياهِ....

ناشدتنا حفنة مياهٍ 

كما يتوسلُ الغريق منقذه....

لا لكي تُسقي أكاليل الورود في الطرقاتِ

بل لتمسح الرماد عن عيون المها الشارداتِ

وعن أناسٍ، واحدهم باتَ يُصلي في سرِّهِ:

يا ربّ كيف للدّموع الغوالي أجليها عن المآقي...

في مدينة مائية

فؤادها يحترقُ ووجها رمادٌ يتلظى لا ينطفي!.


الكاهون

CONVERSATION

1 comments:

  1. رائع دائما أبونا العزيز في كتاباتك الرب يحفظك امين 🙏

    ردحذف