لا تزال الهوية الحضارية الإسلامية هدفا للغزو من قبل أعداء الإسلام، لأنها ببساطة سر القوة التي تأسست عليها أمجاد أمتنا في الماضي، وهذا ما جعلنا نتوقف للحظات أمام عنوان "أحوالنا العامة قبل الهزائم التاريخية الكبرى" ضمن كتاب الشيخ الغزالي "هموم داعية"، لنقرأ عن هجوم الصليبين على العالم الإسلامي لأجل تحقيق ضغائن خسيسة، وهنا نقف وقفة غضب تتماشى مع وجهة الكاتب عما يشهده وطننا العربي اليوم، وكأن هناك من يحاول تشويه حقائق شريعة الإسلام، ويسعى لطمس هويته من غير أن يقف ولو لثانية واحدة أمام قوله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" (سورة الحجر: الآية 9).
ما يلفت الانتباه هو حديث شيخنا الجليل عن أفراد أمتنا التي استحبت العرى عن الأخلاق متناسية قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وكذا عجب الأغلبية بأنفسهم وقد طالت هذه الحالة المرضية بعضا من أهل العلم والسياسة للأسف، مما دفع الغرب للتحايل وإفشاء الفساد في دول العرب كافة خصوصا مع موجة مواقع التواصل الاجتماعي.
الحل الناجع من وجهة نظر إمامنا الغزالي هو التعاون فيما أرسته شريعتنا الإسلامية من قواعد وأسس في المتفق عليه، والتسامح في ما اختلف فيه لمواجهة هذه الهجمة الجديدة على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم.
الباب الموالي جاء تحت عنوان "عدوان من البشر.. أم عقاب من القدر؟"، أين يجذبنا حديث الغزالي عن دخول الصليبيون بيت المقدس وكيف كانت فرصتهم لبلوغ مآربهم ويعيد بدوره التساؤل كما يلي: هل يعيد التاريخ نفسه؟!
ببساطة جاءت إجابته كافية شافية بأن الدولة الإسلامية في عصرنا مستهدفة بلا منازع، في زمن أصيب فيه جسد المسلم بالشلل حتى تمزقت أعضاءه، فإلى متى يا ترى؟!، وهو هنا يستشهد بقوله تعالى: "ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا" (سورة البقرة: الآية 217).
وخلاصة القول في ما يراه الغزالي هو وجوب عودة الروح لعقيدة الإسلام، وضرب لنا مثلا حيا عن ذلك اليهودي الذي يعلن جهرا بصلاته في أرقى العواصم، على عكس المسلم الذي صار يسير كسلانا لأدائها، وهو يعيدنا إلى الآية القرآنية التالية حيث يقول عز وجل: "إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا" (سورة النساء: الآية 142).
هناك مثال يثير انتباه القارئ مباشرة حينما يدخل الباب الموسوم "عوائق مزعومة أمام الإسلام"، وهو إشارة الكاتب إلى الأوربيات اللواتي كن يخفن أولادهن ب "التركي" سابقا كما كن يفعلن العربيات خصوصا القرويات من إخافة أبنائهن ب "العفريت"، والتركي في أوربا كما يقول الغزالي هو الإسلام، ومنه نتساءل بدورنا: كيف هي نشأة الجيل العربي الجديد تحت ضوء التقدم التكنولوجي اليوم يا ترى؟ هل مجتمعنا العربي يجتهد في تصحيح هويته الإسلامية؟!
هنا نقف أمام نقطة حساسة أشار إليها هذا الباب، ألا وهي المرأة والأسرة في الإسلام ليحدثنا عن نموذج كفاح الصحابية الجليلة صفية بنت عبد المطلب عمة سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكيف نزلت من الحصن وقتلت يهوديا كان يحوم حوله، وتركت تجريده من سلاحه لحسان بن ثابت، لأنها استحت من تجريد رجل قتيل!!
يعود الباب الموالي ليتأسف على حال أمتنا التي تنتمي إلى الإسلام ولكن لا علاقة لها به من خلال أقوال وأفعال الكثيرين منا، وكان العنوان سؤالا مباشرا "أين الإسلام في هذا الركام؟" ولقد شبه شيخنا الجليل حالة المسلم في هذا المقام بحالة الحيوان المستأنس الذي يشارك هذا وذاك (مقصده اليهودي والنصراني طبعا) وهو للأسف يحيا وسط ضباب فكري. ولنهاية هذه الحالة النفسية السيئة يرى الغزالي أنه لا بد من إعادة النظر في الملكات الإنسانية والأخلاق والتقاليد الاجتماعية العامة التي تسود الأمة المحمدية، لأن الإسلام في نظره مبني على الفكر الثاقب، والنظر الحسن في الكون وآفاقه. ولا يجوز تغطية الحقيقة وأعطى مثالا حيا هنا عن تقاليد الزواج التي أصبحت في عصرنا هذا تقصم الظهور وتخلق الأزمات وتخلف وراءها أحزانا ومتاعب، حتى أسماه أهل الاختصاص بزمن العنوسة.
يعود في باب آخر للحديث عن ديانة سيدنا المسيح عليه السلام التي جعل منها البشر من غير ديانة الإسلام صورة بعيدة عن وحي السماء، وهذا يجعلنا نتوقف عند ذكره في القرآن الكريم لقوله تعالى: "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد" (سورة البقرة: الآية 253).
كما أشار إلى رسالة موسى عليه السلام وحقيقة كتاب الإنجيل الذي يعتبره الكاتب في حقيقة الأمر ملحقا بكتاب التوراة التي حرفها بني آدم، ويعود ليتحدث عن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم التي كانت الخاتمة لتقويم اعوجاج البشر تحديدا وستظل كذلك إلى قيام الساعة.
عاد الغزالي بعد ذلك للحديث عن ما أسماه "العالم الصليبي" الذي عرف تقدما ملحوظا في شتى الميادين، ورغم كل ذلك لا يزال يحمل حقدا دفينا لرسالة النبي الأمي المذكور في التوراة والإنجيل، وكان بشارة عيسى النبي في القرآن الكريم، فهل يفقه المسلم حقيقة الخطر الذي أصبح يحوم حول الوحدة العربية الإسلامية في أيامنا هذه؟!
ما يلفت الانتباه هو حديث شيخنا الجليل عن أفراد أمتنا التي استحبت العرى عن الأخلاق متناسية قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وكذا عجب الأغلبية بأنفسهم وقد طالت هذه الحالة المرضية بعضا من أهل العلم والسياسة للأسف، مما دفع الغرب للتحايل وإفشاء الفساد في دول العرب كافة خصوصا مع موجة مواقع التواصل الاجتماعي.
الحل الناجع من وجهة نظر إمامنا الغزالي هو التعاون فيما أرسته شريعتنا الإسلامية من قواعد وأسس في المتفق عليه، والتسامح في ما اختلف فيه لمواجهة هذه الهجمة الجديدة على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم.
الباب الموالي جاء تحت عنوان "عدوان من البشر.. أم عقاب من القدر؟"، أين يجذبنا حديث الغزالي عن دخول الصليبيون بيت المقدس وكيف كانت فرصتهم لبلوغ مآربهم ويعيد بدوره التساؤل كما يلي: هل يعيد التاريخ نفسه؟!
ببساطة جاءت إجابته كافية شافية بأن الدولة الإسلامية في عصرنا مستهدفة بلا منازع، في زمن أصيب فيه جسد المسلم بالشلل حتى تمزقت أعضاءه، فإلى متى يا ترى؟!، وهو هنا يستشهد بقوله تعالى: "ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا" (سورة البقرة: الآية 217).
وخلاصة القول في ما يراه الغزالي هو وجوب عودة الروح لعقيدة الإسلام، وضرب لنا مثلا حيا عن ذلك اليهودي الذي يعلن جهرا بصلاته في أرقى العواصم، على عكس المسلم الذي صار يسير كسلانا لأدائها، وهو يعيدنا إلى الآية القرآنية التالية حيث يقول عز وجل: "إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا" (سورة النساء: الآية 142).
هناك مثال يثير انتباه القارئ مباشرة حينما يدخل الباب الموسوم "عوائق مزعومة أمام الإسلام"، وهو إشارة الكاتب إلى الأوربيات اللواتي كن يخفن أولادهن ب "التركي" سابقا كما كن يفعلن العربيات خصوصا القرويات من إخافة أبنائهن ب "العفريت"، والتركي في أوربا كما يقول الغزالي هو الإسلام، ومنه نتساءل بدورنا: كيف هي نشأة الجيل العربي الجديد تحت ضوء التقدم التكنولوجي اليوم يا ترى؟ هل مجتمعنا العربي يجتهد في تصحيح هويته الإسلامية؟!
هنا نقف أمام نقطة حساسة أشار إليها هذا الباب، ألا وهي المرأة والأسرة في الإسلام ليحدثنا عن نموذج كفاح الصحابية الجليلة صفية بنت عبد المطلب عمة سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكيف نزلت من الحصن وقتلت يهوديا كان يحوم حوله، وتركت تجريده من سلاحه لحسان بن ثابت، لأنها استحت من تجريد رجل قتيل!!
يعود الباب الموالي ليتأسف على حال أمتنا التي تنتمي إلى الإسلام ولكن لا علاقة لها به من خلال أقوال وأفعال الكثيرين منا، وكان العنوان سؤالا مباشرا "أين الإسلام في هذا الركام؟" ولقد شبه شيخنا الجليل حالة المسلم في هذا المقام بحالة الحيوان المستأنس الذي يشارك هذا وذاك (مقصده اليهودي والنصراني طبعا) وهو للأسف يحيا وسط ضباب فكري. ولنهاية هذه الحالة النفسية السيئة يرى الغزالي أنه لا بد من إعادة النظر في الملكات الإنسانية والأخلاق والتقاليد الاجتماعية العامة التي تسود الأمة المحمدية، لأن الإسلام في نظره مبني على الفكر الثاقب، والنظر الحسن في الكون وآفاقه. ولا يجوز تغطية الحقيقة وأعطى مثالا حيا هنا عن تقاليد الزواج التي أصبحت في عصرنا هذا تقصم الظهور وتخلق الأزمات وتخلف وراءها أحزانا ومتاعب، حتى أسماه أهل الاختصاص بزمن العنوسة.
يعود في باب آخر للحديث عن ديانة سيدنا المسيح عليه السلام التي جعل منها البشر من غير ديانة الإسلام صورة بعيدة عن وحي السماء، وهذا يجعلنا نتوقف عند ذكره في القرآن الكريم لقوله تعالى: "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد" (سورة البقرة: الآية 253).
كما أشار إلى رسالة موسى عليه السلام وحقيقة كتاب الإنجيل الذي يعتبره الكاتب في حقيقة الأمر ملحقا بكتاب التوراة التي حرفها بني آدم، ويعود ليتحدث عن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم التي كانت الخاتمة لتقويم اعوجاج البشر تحديدا وستظل كذلك إلى قيام الساعة.
عاد الغزالي بعد ذلك للحديث عن ما أسماه "العالم الصليبي" الذي عرف تقدما ملحوظا في شتى الميادين، ورغم كل ذلك لا يزال يحمل حقدا دفينا لرسالة النبي الأمي المذكور في التوراة والإنجيل، وكان بشارة عيسى النبي في القرآن الكريم، فهل يفقه المسلم حقيقة الخطر الذي أصبح يحوم حول الوحدة العربية الإسلامية في أيامنا هذه؟!
0 comments:
إرسال تعليق