من الأدب الساخر:
أصيبت الإدارة الأمريكية وعلى رأسها الرئيس لأمريكي بقلق كبير لأن أخبار الولايات المتحدة يعرفها اليهود وتنشر في اسرائيل قبل ان تصل للجمهور الأمريكي، حتى ان بعض الأخبار السرية والتي تتعلق بأمن الدولة، هي أيضا مكشوفة أمام إسرائيل والمواطنين اليهود، مما يشكل اختراقاً أمنياً خطيراً قد يسبب إشكاليات كارثية في المستقبل، ويدفع أمريكا لمواقف سياسية وربما عسكرية لم تؤخذ بالحسبان.
استدعى الرئيس الأمريكي بشكل عاجل مدراء مكاتب المخابرات كلها وعلى رأسهم مدير الـ"C.I.A" الى اجتماع طارئ، وهو تقليد لبحث كل المستجدات الأمنية التي تواجه عادة الادارة الأمريكية.
طلب الرئيس إغلاق أبواب قاعة الاجتماعات ووضع حراس بمنع أي شخص من الاقتراب، منعاً لتسرب خبر الاجتماع وتفاصيل البحث.
القى الرئيس في بداية الاجتماع السري الهام كلمة حادة منتقدا المخابرات بكل اشكالها وتسمياتها، تفاجأ الحضور من حدة كلام الرئيس، كما تفاجأوا من الترتيبات الأمنية غير العادية لاجتماع في داخل البيت الأبيض، وخاصة ان الحراسة كانت واسعة وغير عادية، شملت وسائل الكترونية غير عادية، واهم ما فاجأهم ان الرئيس اجبرهم على تسليم تلفوناتهم النقالة للأمن الرئاسي الذي احتفظ بها خارج قاعة الاجتماعات.
علل الرئيس سبب دعوتهم والترتيبات الأمنية المبالغ فيها داخل لبيت الأبيض، وخاصة مع أجهزة المخابرات التي لا يخفي شيء عليها، بان الاجتماع "سريٌّ وممنوع من نقل تفاصيله لوكالات الأنباء او للموظفين الأصغر في المؤسسات الأمنية المختلفة لنفحص من اين تتسرب أخبارنا وأسرارنا الى اليهود ومنها الى اسرائيل".
طرح الرئيس الموضوع بلهجة غاضبة مبيناً الخطورة من تسرب الأنباء الحساسة لليهود الأمريكان ونقلها فوراً الى إسرائيل. وأضاف غاضبا: "وصل الأمر لدرجة ان قادة إسرائيل من رئيس الحكومة حتى أصغر موظف إسرائيلي رسمي، يأتون لزيارة الولايات المتحدة وهم على علم بقرارات ونوايا الإدارة الأمريكية، بحيث لا تستطيع الادارة ان تخفي كونها إسرائيلية أكثر من الإسرائيليين، ولا يتبقى للإدارة أي تبرير يغطي أقفيتنا أمام أصدقائنا العرب الذين يغرقوننا بمئات المليارات من الدولارات" كما قال الرئيس!!
أضاف الرئيس بلهجة غاضبة: "أسرارنا هي سرٌّ على الشعب الأمريكي فقط، بينما اليهود عندنا يعرفون كل التفاصيل، اسرائيل تعرف وتنشر صحافتها قراراتنا قبل ان يعلم بها الشعب الأمريكي، هذا يسبب لنا إرباكاً سياسياً مع حلفائنا الشيوخ والأمراء والسلاطين العرب، وخللاً في وظائف أجهزة الأمن والسياسة الخارجية. وصل الأمر ان كل تصريحاتنا الموجهة للدول العربية حول محاولاتنا لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، واحلال السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، لم يعد يصدقها أحد في العالم. هذا يضر بمكانتنا الدولية، مثلا من سرب قرارنا السري اننا سنضاعف الدعم العسكري لإسرائيل ونجعلها متفوقة على كل العرب؟"
هذه مسؤولياتكم ان تكشفوا كيف تتسرب أخبارنا.
مدير السي.آي.إيه استخف بالمعلومة وقال انه: "دائما ساد هذا الوضع ولا أعتقد انه يمكن تبديله إلا إذا بدلنا أمريكا كلها".
تفاجأ الرئيس من تصريحه وقال بحدة: "هذا تهاون واستخفاف بالدولة الأمريكية، يجب ان نعرف كيف تتسرب المعلومات ووقف التسرب، حتى لا نبدو أمام العالم منفذين لسياسة إسرائيل".
مدير أمن الداخلية قال: "ان اليهود شعب حشري يستفسر أبناؤه دائماً عما هو جديد، وفوراً ينتشر الخبر بينهم، بينما الأمريكيون يهتمون بالـ"هامبورغر" والـ"هات دوغ" والـ"فاست فود" المختلف وألعاب الكرة المختلفة".
قال الرئيس: "هل أنتم "جهاز مسؤول" وعاجزون حتى عن تفسير مسألة تسرب أسرارنا؟"
وقال بعد صمت ليسيطر على أعصابه: "يبدو ان انتقال المعلومات السرية لا يمكن كشفه الا إذا كنت يهودياً، هذا ما أفهمه من كلامكم؟ لأن اليهود يتناقلون المعلومات بين بعضهم البعض فقط ولا يردون على من ليس يهودياً، وبذلك يتعذر علينا معرفة مصدر وصول المعلومات لهم.. هذا هو تبريركم؟!".
حسنا سأفحص الموضوع حسب طريقتي.
في نفس اليوم قرر الرئيس بشكل سري حتى عن زوجته وإدارة سلطته، ان يتنكر بملابس يهودي، وضع لحية اصطناعية، شبك قبعة دينية سوداء بشعر رأسة (الكيباة بالعبرية) لبس الملابس السوداء التي يرتديها اليهود المتدينون الأورتوذكس، وأخذ أول طائرة متوجهة الى نيويورك، ثم الى بروكلين اليهودية ومنها الى الحي الأكثر يهودية في نيويورك – حي "كراون هيتس".
التقى هناك بيهودي كبير في السن، سأله: هل من أخبار جديدة يا أخي؟
رد عليه اليهودي بصوت خافت: ألم تسمع آخر خبر؟ رئيس الولايات المتحدة السافل تنكر ليهودي ووصل الى حينا!!
0 comments:
إرسال تعليق