القطب الأحادي لنظام العالمي في الإنعاش يحتضر، بعد العملية الحربية في أوكرانيا، التي أبانت عن تجلي افول النظام العالمي الأحادي، لقد فعلها قيصر روسيا الجديد تلميذ الحقبة السوفياتية ،وتحركت بداخله صور تلك الحقبة وما كانت تمثله من سطوة تقارع الحلف الأطلسي والغرب الذي أراد وضع روسيا في الزاوية من خلال توسيع الحلف الأطلسي إلى أوروبا الشرقية على حدوده إن حدث ذلك تصبح الخاصرة الرخوة لروسيا ويصبح وبين فكي الكماشة، استبق بوتين الذي وصف الانهيار السوفياتي بالكارثة الجيوسياسية العظمة للقرن العشرين الأمر الذي ترك لديه ندبة فحرك جيشه في عملية استعادة نفوذ روسيا من جديد وقلب الطاولة على انفراد أمريكا بالقرار الدولي، الدب الروسي كشر عن أنيابه واستفاق من القيلولة التي خيمت عليه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وروسيا اليوم ليست روسيا بوريس يلتسن التي كانت شبه رقم يتبع ما يملى عليه من قبل القطب الأحادي الذي هيمن على النظام العالمي
وتجلت ملامح الاستفاقة من الغياب الذي أرخى بظلاله على مسرح الأحداث من خلال الاستحواذ بسلطة القرار الدولي من قبل أمريكا التي شرعت لخوض الحروب واحتلال الأوطان إلى درجة العربدة، واستأثرت بسلطة شرعنة الغزوات و الهيمنة على صوت الشرعية الدولية ،مشاعر الحنين إلى ما قبل سقوط جدار برلين مطلع التسعينيات دفعت الدب الروسي إلى نفض الغبار واعادة روسيا إلى الساحة الدولية من خلال إشهار البطاقة الحمراء في وجه الحلف الأطلسي، الذي يحاول التمدد على حدود روسيا، لكن العملية قبلت بالرد الحاسم من قبل بوتين الذي يحلم بإعادة هيبة روسيا إلى الواجهة من جديد وتأسيس نظام عالمي جديد يأخذ في الحسبان الوجود الروسي على واقع التغير الحاصل على مسرح الساحة الدولية وانحسار نظام القطب الأحادي الذي أضحى إلى الزوال مع استفاقة روسيا لوضع حدا لهذا النظام الذي خيم على العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ومخلفه من تبعات استهتار، العالم مقبل على فجر جديد نظرا لتغير الحاصل ،اليوم ليس كالبارحة ،ولم تعد أمريكا اللاعب الوحيد على مستوى العالم، بعد العملية الحربية في أوكرانيا ،التي أبانت عن تجلي أفل النظام العالمي الأحادي ،و بوزغ ملامح نظام عالمي جديد متعدد اللاعبين، ولم يعد باستطاعة أمريكا الاستحواذ على هذا النظام
0 comments:
إرسال تعليق