1- قصيدة قدموس
2- قصيدة جنون
لو تسنَّى للشاعر شربل بعيني أن يُعيدَ كتابة قصيدة "قدموس" ، إحدى قصائد ديوان "الغربة الطويلة"، قطعاً سوف يقول لسياسيينا :"لكم قدموسكم ولي قدموسي". ولن يفوته ملاحظة التباين، إلى حد التناقض المُضحك المُبكي، بين أسمال قدموس اليوم، وحسن وبهاء بذلة قدموس الذي تمنّاه شاعرنا في حُلو تعبيره:
"وبِتْضَلّْ يا قـدْمُوس
يا سَـيِّـد الأسْـيادْ
حِـبْـر وقَـلَـم ودْرُوسْ
وْدَفْـتْـرَيـن جْـدَادْ
( .....)
بْـعِـيدَكْ يا رَبّْ الحَـرْفْ
زَادْ إيـمَانِـي
تَا أُوصْفُو... مْنِ الوَصْفْ
رَحْ يِـتْعَـبْ لْسَانِـي".
ولسوف يتحسر شربل بعيني على وضعنا الثقافي والمالي والاقتصادي والتربوي والطبي مقارنة بما كان عليه؟
وفي قصيدةِ جُنُون ، يرسم لنا شربل صوراً عن انسلاخه القسري الباكر عن بلاده، حيث أتيحت له الفرصة لمعاشرة مواطني البلاد المضيفة، ما أثار هواجسه من انصهاره وانصهار أبناء بلاده الأم من بعده في بيئة الغربة وعدم العودة حيث يقول :
"عاشَرتُنْ ... تَاري عَالعِشْرِه
النّـفْـسيه بْـتـتغَـيَّـر دِغْرِي
وما بْـينْـفَعْـنِي مَهْـمَا صْرَخْـت
ومَهْمَا بْرَمْتْ ... ومَهْمَا دخْـتْ
رَحْ أبْقَى جُوَّاتْ بْـلادُنْ
وِوْلادِي عَ شكل وْلادُنْ"
عبر هذه الكلمات القليلة المقاربة بعددها للعشرين، اختزل الشاعر البعيني أحوال ملايين المغتربين، وأحوال أبنائهم. أعرف شخصيا الكثير من الأقارب والأصدقاء في المغتربات لا يرغبون في العودة للإقامة الدائمة في الوطن، فما بالك بأبنائهم، وكيف سيكون الحال مع أبناء أبنائهم؟ وهل سيفهمون دعوة وديع الصافي لهم :"يا مهاجرين ارجعوا"؟ أم سيحتاجون إلى مترجم؟ هذا إن توفرت لهم ورغبوا في سماعها.
أتساءلُ فيما إذا كان قد خطرَ ببال الصديق شربل بعيني يوم أهداني ديوانه "الغربة الطويلة" منذ اثنتي عشرة سنة، أن أعود لقراءة ديوانه بعد كل تلك السنين، أتذوق حلو ثماره مرة أخرى وأكتب عنه، وفيما إذا كنا سوف نبقى في الغربة ونحب البلاد التي احتضنـتـنا. يومها كان كَمَن يستشرف مستقبلنا حيث كتب الإهداء التالي بخط يده:
الغربه الطّويلِه ... غربتي وبْحبّها
سْـنِـينْ صَرلا فاتْحتْـلي قَـلبها
وإنت متلي صرت يا محمود
وكتار رح يمشو عسكة دربها
سيدني في 13/03/2011
سلم يراعك صديقي العزيز أستاذ شربل، صوَّبتَ فأصَبت.
إلى اللقاء في قراءة قادمة لقصيدة "زهر أسود" و "وداع شاعر".
محمود شباط
عيحا في 15/04/2023
0 comments:
إرسال تعليق