رسالة رقم 1
عزيزتى أحلام
اليوم، صحوت من نومى على رنة التليفون، كنت على يقين أنك من يتصل.. لذلك رسمت بسمة كبيرة على وجهى، وأدخلت كمَّ من الحب إلى صوتى، ورفعت السماعة..
لم أسمع صوتا فى الجهة المقابلة، فقط صمت طويل ثم أغلق الخط.. لم أحاول معاودة الاتصال بالرقم، فقط ذهبت سعيدا إلى الثلاجة.. أخرجت زجاجة مياه باردة وحاولت بها إطفاء شوقى إليكِ.. لولا أن قلبى –الذى تسكنيه- لا تصل إليه المياه لرأيتِ بعينيك كيف تصاعد البخار من داخلى مع كل دفقة ماء من الزجاجة كانت تعبر إلى فمى.. أعرف أنكِ تحلمين مثلى بهذا اللقاء، وأنكِ تصنعين مثلى البخار كلما تذكرتِ أيامنا معا.. انتظر اتصالك القادم بشوق لا تطفئه مياه العالم.
محبتى والسلام
**
رسالة رقم 2
عزيزتى أحلام
أنا بخير، رغم أنك تزوريننى كثيرا هذه الأيام.. نعم أعرف أنى أخبرتك فى الزمن الماضى أنك لا تهجرين عقلى وفراشى طوال النوم، لكنك هذه الأيام ومنذ أن رحلت من حياتى تزوريننى حتى فى صحوى.. اليوم مثلا.. اكتشفت أننى أُعدّ الإفطار – كما اعتدت دائما- لاثنين، وأنى أذهب بالإفطار - ككل صباح – إلى السرير.. حيث اتركه وكلمة الصباح وقبلته بجانبك.. وحين وجدت السرير خاليا، تركت الإفطار – فقط - فى مكانه المعتاد بعد أن غطيته بقلبى، وذهبت إلى الدولاب، لبست وخرجت أبحث عنك.. لا أعرف هل قابلتك فى الطريق أم أن ما حدث مجرد خيالات عاشق، لكنى أشم رائحتك التى مازالت تنبعث من ثيابى بعد أن القيت بنفسك فى حضنى، رغم زجر العيون التى رفضت ما يحدث والأفواه التى ألقت فى اتجاهنا بكلمات ضخمة عن الشرف والعار، ولولا أنى حميتك من بعض الكلمات العنيفة لكان رأسك الجميل الآن ينزف دما – كقلبى الذى تركتيه - منها.
حين فتحت باب البيت ودخلت إلى حجرة النوم وجدت الإفطار كما تركته، لا أعرف لماذا لم تتناوليه؟! ولماذا وصلتْ إليه البرودة رغم قلبى الذى تركته غطاء له؟!.. كان على حالته –لولا البرودة - كأنى قد اعددته الآن فقط رغم أنى أشعر بأنى فارقتك من سنوات عدة وأن طقوس يومنا المعتادة قد محاها الزمن من داخلى .
عزيزتى.. لا يسعفنى الوقت ولا الكلمات لأحكى لك عن كل ما حدث لى منذ ذلك الصباح الذى فتحت عينى فيه ولم أجدك بجانبى.. ربما يوما ما سوف استيقظ من نومى لاكتشف أن الكابوس قد انتهى، وأنك الآن بجانبى وأن الإفطار القادم لن يعبر فوقه الزمن ليجعله باردا مثل حياتى بدونك.. ربما
محبتى والسلام
**
رسالة رقم 3
عزيزتى أحلام
ضرب اليوم البرق قلبى، فأنار السماء، هربت من الرعب.. لم يكن حضنك مخبئ كما اعتدت دائما، لكنى ذهبت إلى السرير وبحثت فيه عن النوم.. كان قد طار هو الآخر فزعا، فلم استطع الحصول عليه، لكن الدفء تسلل إلىّ عبر السرير والغطاء.. هل تذكرين ما الذى كنت تقولينه وقتها؟.. "أنا استطيع أن أنام دون غطاء مادمت بجانبى.. أنا لست بحاجة إلى دفء خارجى أو إلى البحث عن الأمان وأنت هنا".. فهمت الآن ما كنتِ تعنيه.. فأنا الآن ورغم الغطاء الذى يتسلل الدفء منه، افتقد الأمان الذى كنت أصل إليه فى حضنك.. مخبئى من البرق والصوت المخيف.
محبتى والسلام
0 comments:
إرسال تعليق