يكاد ينقضي عام 2023 مخلفا مآسي إنسانية حملتها أيامه غصبا وكرها، ونخشى أن تلقى تداعياتها وانعكاساتها على العام الجديد 2024 دعوات الفلسطينيين والعرب أجمعين وصلواتهم من أجل السلام تصدح عاليا في جهات الأرض الأربعة ، الأعناق مشرئبه طمعا والعيون تتطلع أملا أن يكون هناك اتفاقا لإسكات صوت إطلاق نار البنادق و دوي المدافع والصواريخ، وأن تكون هناك فرصة لسماع الابتهالات وقرع أجراس الكنائس ترحيبا بالعام الجديد .
خريف هذا العام كان خريف الغضب، خريف الصرخات المكتومة النابعة من الصيحة المبحوحة تقاوم الألم خريف أبطاله رضّع وأطفال، لا يدرون بأي سبب قتلوا، لم يشأ القدر أن يعيشوا ويكبروا ، بل اختارهم العلي القدير الذي يحي ويميت شهداء إلى جواره عسى أن يكونوا شفعاء لأهلهم في يوم الموقف العظيم .
رنات أجراس الكنائس مختلفة باختلاف المناسبات والظروف ، وعند سماعها يدرك المسيحيون نوع المناسبة التي تدق من أجلها الأجراس، وهي قد تكون رنات " الفرح"في الأعياد والأحداث الهامة ، وهناك رنة "الموت " وهي دقات بطيئة متقطعة كي يعلم المسيحيين أن هناك من توفي ، كما تدق أجراس الموت في بعض الأحداث الأليمة والظروف الحزينة، وكثيرا ما كانت اللجنة الإعلامية المنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير قد أعلنت إسنادها للأسرى المضربين عن الطعام وإنذارا من كافة أبناء الشعب الفلسطيني إلى العالم من خلال قرع أجراس الكنائس مع إطلاق التكبيرات في الجوامع للتدخل والتحرك لإنقاذ الأسرى وتوفير الحماية لهم بسبب خطورة أوضاعهم الصحية والعمل السريع لمنع الجريمة بحق الأسرى المضربين.
ــ هل ستقرع أجراس الكنائس حقا مع حلول العام الجديد ؟ وأي الرنات يمكن أن نسمع ؟ أرنة الفرح زهوا بانتصار مبين ؟ أم رنة الموت فرحا بالشهادة ؟ ستقرع الأجراس للذين تتجدد في عيونهم أنباء الأسى من أجل أن يتجدد الأمل في يوم يغترفون فيه من زيت الحقول المبارك ما يطهر أوجاعهم ويلين حناجرهم فينطق الحق المدفون.
كفاح الحركة الوطنية الفلسطينية لا يعرف التفريق الديني والمذهبي بين أبناء الشعب الواحد، لقد ارتفع صوت الآذان " الله أكبر " من داخل الكنائس بصوت الرهبان، وامتزجت أجراس الكنائس بالتكبيرات تحديا وثباتا للمقاومة.
ليست عيون فيروز وحدها كانت ترحل إلى القدس كل يوم، فعيون مليار ونصف مسلم وعربي ترنو للأرض المقدسة والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وتشتاق لأن تدور في أروقة المعابد وتعانق الكنائس القديمة وتمسح الحزن عن المساجد
0 comments:
إرسال تعليق