(عبرة)
اشترى بيتاً كبيراً، فارغاً تماماً، سوى من "بيانو" كبير، ضخم، في ركن. كان ثقيلاً، قديماً، وتبدو له هيبة. وهَبَهُ لأحدهم لقاء "أخْذِه من هنا". فحمله مع معاونَين. وتبيّن فيما بعد، كما روى لي صديق، وفي روايته، تحت أي ظرف، عبرة، أنّ بيانو أخينا تراثي، ثمنه يفوق أضعاف ثمن البيت، ولإمتلاكه يوماً وقعت أحداث دامية في بلاد مجنونة ذهب ضحيّتها كثيرون، لينتهي، ولا أحد يعرف كيف، عند من لا يعرف له قدراً أو قيمة.
(حبيبان)
أبوها فلاّح دخل "العسكريّه المصريّة" يافعاً، وفي مرّة، وهو في السوق، رأى صبيّة بصحبة من تبدو أنّها أمّها، وبالحقّ هو رأى فقط ظهرها وطرفاً من شعرها، وعشقها، ووجّه أهله إلى بيتها، وطلبها للزواج، هكذا من دون أن يرى وجهها، هو فقط تبعها يومها حتى بلغتْ بيتها، ولأسباب تطول لها علاقة بالعادات والتقاليد المحافظة. ولمّا رأى وجهها أحبّها أكثر وأكثر. مرّة لم يستيقظ، صار عمره 60 عاماً، حاولت زوجته، والدة المطربة الشعبيّة المصريّة المحبوبة الجميلة "أمينة"، أن توقظه. لقد مات. فقدتْ زوجته ـ حبيبته النطق من هول الصدمة ثلاث سنوات، وكانت إذا تحدّثت تتحدّث كالأطفال، ثلاث سنوات، وماتت.
(الوسيلة)
سأله إذا الحياة ستفنى؟، أجاب: "لم تعد المسألة يا صديقي الجاهل ما إذا الحياة ستفنى، بل المسألة هي أنّهم عرفوا الوسيلة".
(حريق تاكسي)
فريق كرّة سلّةٍ ربح، وفرِح جمهورُه ورقص، وكانت سيّارة أجرة ـ تاكسي في الشارع. ضرب أحد الجمهور سطح السيّارة بقميصه المجدول منتشياً، وتقدّم آخر وكتب إسم فريقه الرابح على غطاء المحرّك، وثالث، وفجأة، ركل جانبها، وهجمت مجموعة وهزّتها، وصعدوا عليها وحطّموا زجاجها، وأحدهم اقترح إضرام النار فيها، ففعلوا، والتقطوا لبعضهم صوراً بالموبايل. فما بدا لا شيئ صار عين المؤسف. كان صاحب التاكسي قد فرّ إلى الرصيف المقابل هلعاً، وطوال الوقت ينظر عاجزاً عن عمل شيئ. بسرعة تتطوّر الأمور، واحترقت السيّارة عبثاً.
(فضل عبد الحي)
مصر العظيمة حالها من أصعب إلى أصعب، قال صديقي المسرحي الراحل فضل عبد الحي مرّة، وسألته أن يتوسّع: "كيف"؟، قال واضحاً وضوح الشمس في رابعة نهار صحراوي: "ممنوع فيها بعدُ كتاب "ألف ليلة وليلة" وفشل فيها فشلاً ذريعاً فيلم "غاندي".
(رأس عجل)
الشيخ المصري "أبو سْريع" مقامه في منطقة "العين" ـ محافظة السويس، يزوره الكثيرون تبرّكاً وقضاءً للحوائج، وله سلّة نذورات تمتلئ بمليون جنيه سنويّاً وأكثر، وتتقاتل سنويّاً عليه قبيلتان، تدّعي كلّ منهما أنّ المقام هو لها، فهو في أراضيها، وبالتالي هي الأحقّ برعايته وخدمته منفردة. وأخيراً، ومنعاً من استمرار التصادمات والمواجهات، اجتمعت قبائل المنطقة، وقُضي أن يُنقل المقام إلى ناحية محايدة، وتتساوى القبيلتان في خدمته وتتقاسمان نذوراته. وفُتح الضريح، لنقل الجثمان ـ جثمان صاحب المقام والكرامات والخوارق والمعجزات ـ الشيخ أبو سْريع، إلى المنطقة المحايدة، تفاجأوا، وجدوا فيه فقط: "رأس عجل".
(الدرس)
حتماً "شيء ما فاسدٌ في مدينة سيلينا". يُقطع رأس تمثال أبي العلاء في معرّة النعمان بسوريا بأيدي ظلاميّين و"الثوّار" الذين قائدهم قال بوجوب استغلال هبوب الرياح الغربيّة الحضاريّة، التي لن تأخذهم إلى الغرب، وستفقدهم الشرق بحكم طبيعتها الإمبرياليّة، يصمتون كما يجب؟.
(تكرديد)
"ترديد تكرديد"، بالفارسيّة: أي "هاي، يا أنتم الجماعة الذين تقولون ولا تفعلون"، أو: "هاي، بعضكم مسلم ولم يدخل الإيمان قلبه" ـ ترديد عرب تكرديد.
(الخوارج)
شعار الخوارج قرآن كريم: "الذين استجابوا لربّهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم". وإذا شئت ما ورد في كتاب "الملل والنحل" لأبي الفتح الشهرستاني أنّهم لم يجوّزوا أن تكون الإمامة في قريش وحدها.
(وأخيراً)
يشبّهون الصهيونيّة مخطئين، وأخيراً كثيراً، مرّة بالفاشية ومرّة بالنازيّة، وكأنّهم لم يبلغهم مقال الكاتب والمثقّف المناضل د. حسن حمادة أنّ الفاشية والنازيّة مظهران قليلان جدّاً من مظاهر الصهيونيّة ـ رأس كافّة أشكال العنصريّة، القهر والإجرام.
Shawkimoselmani1957@gmail.com
0 comments:
إرسال تعليق