في مَقهىً
وعلى ناصيةِ الطَّريقِ
باحَتْ بمكنوناتِ الفُؤادِ
وسكبتْ من سِلالِ الصَّبابةِ
فوق طاولتي
كؤوساً مُترَعَةً
وما تبقَّى بين شُقوقِ الرَّصيفِ
تَبعثَرَ وانسَكَبَ
غَمرتْني بِدفءِ الهُيامِ
فما عُدتُ أدري
إن كنَّا في تشرين حينها
أو أنَّ الصَّيفَ
قد جاء مُبكراً
قبل الأوانِ
قالت: ليتني جاريةً
في مِحرابِكَ أكونُ
قلتُ لَها: أما عَلِمتِ
أنَّ تَّاريخَ الجَواري
قد اندثرَ وانمَحى
فلا قِيانٌ هُنا ولا سَراري
كوني لي عبلةَ أو ليلى
أو إن أردتِ بثينةَ
ولكن أبداً لا تكوني لي
سَريةً
قبل أن تمضي بعيداً
جادت عليَّ بِعناقٍ
حتى صِرتُ إِخالُ
أنَّ الرّوحَ في جسدين
قد انقسَمَ
وما مرَّ من الزَّمانِ
سِوى بُرهةٌ
حين لمحتُها مُنهَمِكَةً
تَجمعُ بقايا نِثاراتِ العِشقِ
الَّذي كان قد اندَفَقَ
ومَضت مُسرعَةً تُهديه
إلى الرَّفيقِ الجَديدِ
الَّذي على حينِ غِرةٍ
كان قد ظَهرَ
فعلمتُ أنَّ الزَّمانَ
حين حرَّر كُلَ الرَّقيقِ
والإِماءِ
قد ضَلَ عنها
فبقيتْ في قصرِ السُلطانِ
جاريةً مَحظيةً
تائِهةً
ستوكهولم السويد
0 comments:
إرسال تعليق