الركبُ الراكبُ مقصيٌّ مجهولُ
......
هبطَ الكوكبُ مخلوقاً مكّوكيّا
أفرغَ ما في القامةِ من سحرٍ مجبولِ
وأراحَ النفسَ بوشمِ الطبقِ الدائرِ حولَ الأرضِ
صفّقَ واحلولقَ يضربُ نجماً بالكونِ المحمرِّ
ليقولَ وفيتُ العهدَ أتيتُ الصُبحَ أوانَ هطولِ المُرِّ الصبرِ
فاتَ الركبُ ولم يتركْ في مسرى الضوءِ شهيقا
هَدَفٌ أسودُ مجهولُ
الرائحُ كالغادي سدَّ البابَ وأخفى جُرحَ المفتاحِ
السيرُ تعسّرَ أشتاتا
يجهلُ ما عصفُ البرقِ إذا اشتدَّ البحرُ على ظنِّ الرملِ ِ
لا ماءٌ يروي ظمأَ النوءِ
أو يجري إنْ مرّتْ أقمارُ الخيبةِ في بؤسِ الصدرِ
يمشي يصّاعدُ تصعيرا
ماذا لو رَكِبتْ قُطُرُ التنزيلِ الكوني
أو بلغتْ حدَّ التعجيلِ الضوئيِّ مسارا
أو حطّتْ في نجمِ الغيبةِ أقفالا
لا نقطةَ ضوءٍ لا صوتٌ في ثُقبِ المزمارِ
اللونُ الأسودُ مخلوقُ الملأِ الأعلى
يحثو التُربةَ والرأسُ مساميرُ الصدرِ العاري سلسالا
مسَ الصبرَ فسالَ الجُرْحُ ملاعقَ نارِ
صاحَ الركبُ الصاخبُ واحتزَّ الأنفاسا
والظُلمةُ قنديلُ الحُزْنِ الضاربِ ناقوسَ القهرِ
لا صدرٌ يعلو لا ضِلعٌ يدنو من جُرفِ الضلعِ
وعدٌ يسقطُ من أوراقِ الحُمّى الصفراءِ
يندى في عِزِّ حرارةِ مسحوقِ الظُلمِ
يطوي الأرضَ سلاما
والأرضُ تدورُ ولا تُخفي أسرارا
الدربُ خُلاصةُ جُهدِ الجُنديِّ المقتولِ
حملَ الجسدَ الساخنَ أقلاماً سودا
أينَ الضوءُ المخفيُّ وراءَ متاريسِ الأنفاسِ سريعا
والنصلُ المسلولً تكسّرَ من ظمأٍ منذورا
جُثماناً ملفوفاً بالباقي من عمري.
0 comments:
إرسال تعليق