حَسنَاءُ/ جورج عازار



حَسناءُ كالبَدرِ 

حينَ الاكتمالِ

في دربٍ تسيرُ

حين كانَ الجَنَانُ صَادياً

بها وَلِعاً يَهيمُ


من كُلِّ أَلوانِ المَلاحةِ نَالتْ

قَوسُ قزحٍ في الفَضَاءاتِ

اِختيالٌ


في هَدأةِ الِّليلِ

تَروي لِلهَوى كُلَّ الأسَاطيرِ

وفَيضُ الوَجدِ مِن صَبِّها

أنهَارٌ تَتَدَفَّقُ

فكيف يكونُ الصَّبْرُ لِظامئٍ

حين يَصيرُ على مَقرُبَةٍ

وذَاكَ اليَنبوعُ

إهراقاً يَسيلُ


كُلَّمَا في الحَديثِ تُسرِفُ

نيرَانُ الهَوى 

في الصَّدرِ تلتَاعُ

فلا يعرفُ المرءُ

إنْ كانَ للبُركانِ

 أنْ سَوفَ يَخمِدُ

أم لحرائقِ الجَّوى

إخباءٌ وإهمادٌ


من كُلِّ بَساتينِ الدُّنيا

بأطايبِ الثِمارِ تَظْفَرُ

والوردُ في الثغرِ مبسمٌ

وفي وجنتَيها

كُلُّ ألوانِ الزُّهورِ تَرقصُ


من أجلِ مُقلتَيها

شَياطينُ الشِّعْرِ تَسْهَرُ

ومن غيرِ خمرٍ

تُذهِبُ العَقلَ والُلبَّ

والسِّحرَ والوضاءةَ

من مُحياها ينسكبُ


عُرْشُ المَفاتنِ مِن غَيرِ تَسَاجُلٍ

لمُقلتَيها اِحتواءٌ

والحَصَافةُ في وجودِها

لفَقْرِ الحَالِ بَيانٌ


فكيفَ لِفؤادٍ حين يَهواها

عن الكونِ ألّا يَغيبَ

والرُّشْدُ في عُهودِها

في سَماحٍ

فإنْ حَضرتْ يكنْ

هو الغِيابُ


 اللوحة بريشة الفنان التشكيلي السوري المبدع: يعقوب اسحق


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق