المنطقة قاحلة تخاصم معها المطر ، ولم يرغب في مصالحتها لسنوات.... والعجيب أن أسراب الجراد صارت دائمة التردد على منطقتنا بين الحين والأخر!
وحينما تهجم على الأشجار لا تُخلّف شيئا ً ، فتتركها عارية كأنها في فصل الشتاء ، ولما نلمحها في السماء فكأنها غيوم ! ولما تتحرك كأنها أسراب الزرازير...
لما أبصرت الجراد أول مرة اندهشت فحجمه كبير ولونه أخضر والقليل منه بني يقفز من مكان إلى أخر ويطير أحيانا ً! لما كنت استمع إلى جدتي من قبل تحدثنا عن الجراد ؛ الحشرة التي يرهبها جميع الفلاحين صغارا أو كبارا ، اعتقدت ُ أنها تتحدث عن الجندب! غير أن الجراد أكبر منه وأجمل!
منذ أربع سنوات وهو يزور منطقتنا وإن كان في البداية بأعداد قليلة . ...
طلب منا المهندس الفلاحي ، مسئوول المصالح الفلاحية في مدينتنا الصغيرة أن نركض وراء الجراد ونجمع أكبر عدد ممكن منه ، فانتشرنا أطفالا ً وشباناً إلى الحقول عند أطراف المدينة ، يحمل كل واحد منا دلوا بلاستيكيا ، حتى الفلاحين أصحاب الأرض شاركونا ....
وفي المساء عدنا وكان لكحل يحمل علبة طماطم مغلقة بإحكام فقدمها للمهندس فرحا :
نظر إليها المهندس ثم سأل ضاحكا ً : ـــــــ ماهذا يا لكحل ؟ أنها الجعران!.....
ـــــ هذه أمهم ! أجاب لكحل بكل براءة فانفجرنا ضاحكين ....
سألت والدي لما ذا طلب منا المهندس بلقاسم اصطياد الجراد فقال : الجراد أكبر وأخطر الكوارث الطبيعية التي تتهدد الفلاحة مثل الجفاف تماما ً ، وستُرسل عينات من الجراد إلى المصالح الفلاحية في الولاية ، ثم تُنقل إلى وهران أو الجزائر العاصمة لدراسة وتحليل تلك العينات وتحديد الطرق الممكنة للقضاء عليه ....
وصار الجري وراء الجراد ، وهو يتقافز هنا وهناك من أحب اللهو إلينا ، فنسينا لعبة الغميضة أو الكرة ، فكنا نأخذه إلى المهندس فيردُنا بلطف مبتسما ً بأنه لا يحتاجه ، وله ما يكفيه ، فنأخذها ونتحلق حولها ننظر إلى شكلها ، لونها ، قوائمها ، قرونها ، أفواهها وأجنحتها المزخرفة !
وفي احد الأيام ركضنا بعيدا عن مدينتنا حتى اقتربنا من ضريح سيدي سليمان وبجانبه جدول صغير ، تجمعت فيه مياه أسنة ....
أنهكنا العدو ، فجلسنا فوق احد الصخور الناتئة ننظر إلى الحشرات الخضراء تطير هنا وهناك.... هناك أيضا ضفادع .... ضفادع ضخمة كانت مطمورة بين الصخور وفي الماء ....
ترسل ألسنتها الطويلة فتلقفُ الجرادة بكل سهولة الواحدة تلوى الأخرى ! ثم تلتهمها باستمتاع .... لم نرغب في المغادرة و مكثنا نتفرج على الضفادع وهي تلتقمُ الجرادات ...
ما أجمله من وصف الذي وصفَ به والدي المنظر بعدما أخبرته إذ قال عام الجراد هو حفل بالنسبة للضفادع!
ولائم حقيقية ... فالجراد سمين ،شهي ومتوفر في كل مكان ، إذ يكفي أكسل ضفدع أن يفتح فمه حتى تسقط الجرادة فيه!
الضفادع ، العظايا ، السمندل والحرباء تفرح لما يغزو الجراد منطقتنا وتحتفل بذلك . فإذ كانت أسراب الجراد مآتم بالنسبة للفلاحين فإنها للضفادع ولائم دسمة!
ـــــــ الجزائر
شركة مكافحة العته بمكة
ردحذفمن خلال شركة صقر البشاير يمكنك التخلص من حشرة العته حيث انها شركة مكافحة العته بمكة تستخدم افضل الادوات و الاساليب فى التخلص من هذه الحشرة كما انها تعمل على التعرف على اسباب تواجدها و معالجة هذه الاسباب حتى تضمن عدم ظهورها مرة اخرى بمنزلك كما انها شركة مكافحة حشرات بمكة تهدف لحصولك على بيئة نظيفة خاليه من الحشرات باقل الاسعار فتوفر اسعار مناسبة لجميع فئات المجتمع
مكافحة حشرات بمكة
http://www.elbshayr.com/3/Pest-control