الجماهير الفلسطينية محبطة ومستلبة وعاجزة، والممارسات الاحتلالية تعزز القهر والاحباط، وثقافة الرفض والمقاومة مغيبة في مرحلة اوسلو وانحسار المد الثوري والحلول السياسية، والمثقفون مشغولون في همومهم الذاتية، وفي ابراجهم العاجية، وبعيدون عن الناس والشارع الجماهيري، مفتونون بجلد الذات، والاحتجاجات الشعبية بدون تنظيم وثقافة وفكر ، فقط هي احتجاجات وفعاليات عفوية غير منظمة، بعكس الفعاليات الانتفاضية السابقة في الثمانينات من القرن الماضي.
مواقف امريكا واسرائيل اغلقت كل النوافذ والأبواب أمام أي حل سلمي عادل لقضية شعبنا الفلسطيني، بعد مماطلات وتسويف دام اكثر من عقدين ونصف من المفاوضات التي آلت الى الفشل الذريع وتكثيف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وامريكا لن تكف عن مشاريعها التصفوية المعطلة لأي تسوية سياسية.
لن يتغير الحال، ولن تقوم الدولة الفلسطينية طالما تجد امريكا واسرائيل أنطمة عميلة تساند سياساتهم وتقمع ديكتوتوريتها كل حراك جماهيري وشعبي.
لا ريب أن الأنظمة السياسية العربية تمارس وتنتهج السطوة الأبوية، وتتخاذل بوجه الخطط والمكائد الامبريالية، ومتواطئة معها، بل مشاركة وداعمة لها، مركزة سلطويتها على كبت وقمع جماهيرها.
الأولى بالفصائل الفلسطينية بدلًا من الانشغال في الصراعات الداخلية والانقسام في الشارع السياسي الفلسطيني، وعدم تحقيق حلم المصالحة الوطنية، بدلًا من ذلك فالأجدر عقد اجتماعات شعبية ومؤتمرات جماهيرية تتداول فيها مسألة تحصين الوعي السياسي والفكري والاجتماعي بالتحشيد والتعبئة الواسعة، وتعزيز نهج الصمود والمقاومة الشعبية، والتصدي لصفقة القرن، والتصدي لنهج الافقار والحصار والخنق الاقتصادي، وتضييق سبل العيش والحصار الذي تمارسه سلطات الاحتلال في المناطق الفلسطينية، ولن يتكامل في هذا الميدان سوى نشاط المثقف الفلسطيني المشتبك مع نشاط وكفاح التنظيمات الفلسطينية الديمقراطية، وتوفير كل مقومات الصمود، وتصعيد النشاط والفعل النضالي والسياسي وتنويره واثرائه، فضلًا عن تعزيز الطاقة النضالية والكفاحية الثورية.
0 comments:
إرسال تعليق