تواجه جماهيرنا العربية الفلسطينية هذه الأيام لهجمة عنصرية تحريضية شرسة غير مسبوقة في تاريخها، من قبل عدد من الوزراء واعضاء الكنيست وبشكل خاص من وزير الدفاع الترانسفيري ليبرمان، وذلك على خلفية مظاهرة حيفا ومظاهر الاحتجاج على المجازر الاحتلالية الأخيرة، وموقف جماهيرنا وهيئاتها التمثيلية وممثليها المتتخبين في البرلمان الاسرائيلي، من العدوان الاحتلالي الشرس على المتظاهرين في مسيرات العودة بقطاع غزة، ووصلت الوقاحة حد المطالبة باخراج لجنة المتابعة العليا خارج القانون ومحاكمة رئيسها محمد بركة، ورئيس القائمة المشتركة أيمن عودة.
في الحقيقة أن جماهيرنا العربية تعبر عن موقفها الطبيعي، وتقوم بواجبها الوطني والاخلاقي والانساني، تجاه شعبها الجريح الذييح، الذي يواجه القتل بدم بارد، ولا يملك سوى الارادة والايمان بعدالة قصيته في مواجهة الدبابة والرصاص الحي، وهذا ما يجعل المؤسسة الصهيونية الحاكمة تعيش حالة هستيرية، وما العدوان البوليسي السافر على المتظاهرين ضد جرائم الاحتلال بغزة، في مظاهرة حيفا، لهو دلالة واضحة ونتاج هذه الحالة الجنونية، كما كان حال المتظاهرين في القدس.
المؤسسة الحاكمة تحاول بث أجواء ترهيبية بين جماهيرنا، في محاولة بائسة لاخراس صوت الغضب، وصوت العقل، ضد مجازر الاحتلال، ولعل الخطر الأكبر على هذه البلاد والعلاقات اليهودية- العربية ومستقبل الحياة المشتركة والأمن والسلام ليس أيمن عودة وبركة وزملائهم الآخرين من ممثلي ومنتخبي الجمهمور العربي الفلسطيني، وانما حكام اسرائيل الذين لا نية صادقة لديهم لاحلال راية السلام مع الشعب الفلسطيني، ويواصلون توتير الأجواء في المنظقة، ويستمدون قوتهم من الدعم الأمريكي وتواطؤ الأنظمة الرجعية العربية.
ان هؤلاء الوزراء وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو لا يتورعون عن التحريض الدموي السافر على جماهيرنا العربية، التي ستبقى شوكة في حلوقهم، ولن ينالوا من عزيمة وارادة وطموح هذه الجماهير، التي بقيت في وطنها، من الاستمرار في نضالها وكفاحها العادل والانساني المشروع حتى الاعتراف بحقوقها القومية واليومية، ومن أجل كنس الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والعيش بحرية وكرامة وآمان.
ان جماهيرنا لن ترضخ مهما بلغت شدة التحريض وقوة وجبروت المؤسسة، فهي صاحبة هذا الوطن الذي لا وطن لها سواه، ورغم كل القوانين العنصرية التي شرعتها الكنيست في السنوات الاخيرة، وكما قال شاعرنا توفيق زياد:
باقون على صدرركم كالجدار
نحرس ظل التين والزيتون
ونملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات
فلتشربوا البحر ..!!!
ومزيدًا من الصمود والوعي واليقظة والوحدة الغلابة، في مواجهة كل مخططات ومشاريع الترحيل والاقتلاع وهدم البيوت العربية.
**
الى المفكر الشهيد مهدي عامل في ذكراه
حملت أوراقك وغادرت
يا شهيد العلم والفكر
همك الأول كان الوطن
ومحنة المثقف
وثورة الفقراء
والكادحين
اغتالوك أعداء الثقافة
والنور
بعد أن اغتالوا رفيق دربك
حسين مروة
ليحجبوا عنا
أفكار التقدم والتحرر
لكن فشروا
يكفيك شرفًا وفخرًا
انك امتطيت
صهوة الرفض والمقاومة
والسباحة ضد التيار
وانك رمز وعلم نقدي
تنويري
تلملم شتات العرب
وذاكرة المتعبين على الأرصفة
والشوارع
وتصرخ بوجه قوى الجهل
والتخلف
والسلاطين
وحكام الذل
وامة النفط
يا كاشف عوراتهم
واقنعتهم المزيفة:
أنا القرمطي وانتم اعدائي
لا انتمي لكم
وبريء منكم
أنا القرمطي وكل البلاد
بلادي وأوطاني
قم يا مهدي العلم
لتحاصر الردة الهائجة
بيراعك
وعقلك
ووعيك الثاقب
وابصق على كل المزيفين
وانصاف المثقفين
وادعياء الفكر
الذين سقطوا في بحر
الهزيمة
ووقفوا مع الجلاد
فانت ما زلت وستبقى
صوت الفقراء
والمهمشين
وصوت الأنقياء
الصادقين
أنت لم تمت
وانما تجوب الأوطان
بين القصور
وغانيات الأمراء
ترتشف نكهة العرق
المتصبب نحو السفن
وييروت أم المدن
وعاصمة الحب
التي شيعتك شهيدًا
ما زالت وستبقى
على العهد
تحمي تراثك
وتصون ارثك
وتستحضر ذكراك
( مهدي عامل او حسين حمدان، هو مفكر وشاعر وناشط سياسي واكاديمي ماركسي لبناني، مات مقتولًا على ايدي الجماعات الاسلامية المتطرفة في ايار العام ١٩٨٧، وله العديد من الأبحاث في الفلسفة والفكر السياسي).
حملت أوراقك وغادرت
يا شهيد العلم والفكر
همك الأول كان الوطن
ومحنة المثقف
وثورة الفقراء
والكادحين
اغتالوك أعداء الثقافة
والنور
بعد أن اغتالوا رفيق دربك
حسين مروة
ليحجبوا عنا
أفكار التقدم والتحرر
لكن فشروا
يكفيك شرفًا وفخرًا
انك امتطيت
صهوة الرفض والمقاومة
والسباحة ضد التيار
وانك رمز وعلم نقدي
تنويري
تلملم شتات العرب
وذاكرة المتعبين على الأرصفة
والشوارع
وتصرخ بوجه قوى الجهل
والتخلف
والسلاطين
وحكام الذل
وامة النفط
يا كاشف عوراتهم
واقنعتهم المزيفة:
أنا القرمطي وانتم اعدائي
لا انتمي لكم
وبريء منكم
أنا القرمطي وكل البلاد
بلادي وأوطاني
قم يا مهدي العلم
لتحاصر الردة الهائجة
بيراعك
وعقلك
ووعيك الثاقب
وابصق على كل المزيفين
وانصاف المثقفين
وادعياء الفكر
الذين سقطوا في بحر
الهزيمة
ووقفوا مع الجلاد
فانت ما زلت وستبقى
صوت الفقراء
والمهمشين
وصوت الأنقياء
الصادقين
أنت لم تمت
وانما تجوب الأوطان
بين القصور
وغانيات الأمراء
ترتشف نكهة العرق
المتصبب نحو السفن
وييروت أم المدن
وعاصمة الحب
التي شيعتك شهيدًا
ما زالت وستبقى
على العهد
تحمي تراثك
وتصون ارثك
وتستحضر ذكراك
( مهدي عامل او حسين حمدان، هو مفكر وشاعر وناشط سياسي واكاديمي ماركسي لبناني، مات مقتولًا على ايدي الجماعات الاسلامية المتطرفة في ايار العام ١٩٨٧، وله العديد من الأبحاث في الفلسفة والفكر السياسي).
0 comments:
إرسال تعليق