لم يتمكن الشاعر عباس علي مراد من المشاركة بحفل توقيع كتاب "شربل بعيني زينة الشعّار" للشاعر عصام ملكي، فأرسل مشكوراً هذه الكلمة التي ننشرها هنا بكل فخر واعتزاز:
سافر من مجدليا إلى أستراليا حاملاً معه حقيبتَه الثقافية، اللغوية، الشعرية والأدبية رغم حداثةِ سنّه.
نعم لقد اغتربَ الشاعر شربل بعيني منذ العام 1971، ولكن غربتَه لم تكن غربةً ثقافيةً فاللغةُ والثقافةُ العربية كانتا ولا زالتا حاضرتين في تفاصيل حياته، سواءً كان من خلال الشعر أو المقالة أو المسرح أو التعليم أو الصحافة، ولم يكتفِ بتأليف الكتب بل انطلق إلى مجال النشر.. فنشر مجلة ليلى وصحيفة صوت الأرز، وعندما بدأت رياحُ التغيير التكنولوجية تهبُّ لم يبكِ شربل بعيني على الأطلال لكنه قرّر مواكبةَ العصر الرقمي، وحتى لا يفوتَه القطار أنشأ مؤسسةَ الغربة الألكترونية التي تضم راديو وتلفزيون ومجلة.
عرَفَته منابرُ الجالية ولا زالت تشهد له وهو يسقي سامعيه من خوابي الشعر المعتق، مشاركاً في الأفراح والأطراح والمناسبات الثقافية والإجتماعية حتى أنه أصبح يشكل جزءاً كبيراً من ذاكرة الجالية اللبنانية والعربية في أستراليا.
إن بصماتِ شربل بعيني ظاهرةٌ للعيان في سماء النشاطات العربية في أستراليا التي تضيء جانباً مهماً من عتمة الإغتراب، فكيف لا وهو يتقاسم نفس الشعور والإحساس والمعاناة مع المغتربين، لذلك لم يتوانَ للحظة في مدّ جسور التواصل لبناء علاقة المحبة والإلفة التي تخفف من ثقل الحمل بسبب البعد الجغرافي، وألم الفراق الذي يُبقي الإنسان في حالة من القلق الروحي والإنقسام النفسيّ بين أرض ووطن تربّى وترعرع بين ربوعه وبين وطن جديد ينشد فيه السلام والإستقرار.
لقد عزّ عليّ ان لا أكون معكم في هذه المناسبة التي يكرّم فيها شاعرنا من قبل جمعية إنماء الشعر والتراث ومن الشاعر عصام ملكي الذي ألّف كتاب "شربل بعيني زينة الشعار".
أن تكرّمَ الجالية شعراءَها ومثقفيها فهذا ان دلّ على شيء فإنه يدلّ على رقي ومحبة وتقدير، وشربل بعيني يستحق الكثير وله محبة كبيرة.
الشاعر شربل بعيني الذي يستحق كل التقدير كما تقدم، حائزٌ على جوائزَ وشهاداتِ تقدير لا يتسع المجال لسردها اليوم بالإضافة إلى ما كتب عنه من قبل شعراء وكتاب عرب وأستراليين من أصول عربية، واليوم يضيف الشاعر عصام ملكي بكتابه "شربل بعيني زينة الشعار" إضافةً نوعيةً ويؤكد على المكانة التي يحتلها الشاعر شربل بعيني في قلوب أبناء الجالية وكل من عَرفَه سواء شخصياً أو من خلال كتاباته ونشاطاته الأدبية الصحافية والثقافية.
فشكراً لجمعية إنماء الشعر والتراث وللشاعر عصام ملكي لجمع هذه الوجوه النيرة هذا المساء وألف مبروك للشاعر شربل بعيني مع أطيب التمنيات بدوام الصحة حتى يستمر في عطائه وليبقى منارة في العمل الثقافي.
0 comments:
إرسال تعليق