في خبر لا يمكن ان يكون مجرد حدث عابر في التاريخ المعاصر او مجرد حروف تطبع وتتناقلها وكالات الانباء والصحف العالمية حيث اعترف اخيرا الحرس الثوري الإيراني بإسقاطه الطائرة المدنية الأوكرانية التي قضى فيها 176 شخصا بشكل غير متعمد ظنا منها أنها طائرة معادية واعترفت ايران رسميا بإسقاط الطائرة وهي من طراز «بوينغ 737-800» بعد دقائق فقط من إقلاعها من مطار طهران وبكل مقاييس العلوم العسكرية لا يمكن ان يتم ضرب طائرة معروفة وفي مطار مدني بمجرد اقلاعها وهذا الاعتراف يضع المؤسسة الدولية امام مهمات صعبة وفي مقدمتها فتح تحقيقا دوليا في هذا الحادث لمعرفة الاسباب الحقيقية التي ادت الي اسقاط الطائرة المنكوبة .
وجاء اعتراف ايران على لسان الرئيس الإيراني حسن روحاني حيث قال امام وسائل الاعلام وكتب في تغريدة على تويتر بان التحقيق الداخلي للقوات المسلحة الايرانية خلص إلى أن صواريخ أطلقت للأسف عن طريق الخطأ أدت إلى تحطم الطائرة الأوكرانية وأن التحقيقات مستمرة لتحديد المسؤولين وإحالتهم على القضاء .
ان المجتمع الدولي مطالب امام صعوبة هذا الموقف بتحمل المسؤولية حيث لا يمكن بأي حال من الاحوال التسليم في تلك الروايات ولا بد من اجلاء الحقيقية امام الرأي العام الدولي وخاصة إن الطائرة حلقت مدنية ورقم رحلتها وخط سيرها معروف وقد اقلعت وعلى متنها ركاب مدنيين لا يمكن ان يتم التداخل بين طائرة مدنية وتحمل ركاب والتعامل معها على انها طائرة عسكرية وان هذه الكارثة تتحمل مسؤوليتها القانونية والاعتبارية كل القيادة الايرانية ومؤسساتها العسكرية وفى الوقت نفسه لا يمكن تبرير مثل هذا الحادث وتسجيله كحادث عرضي او مجرد تحطم طبيعي للطائر المنكوبة وكانت الخطوط الأوكرانية نفت أن الطائرة خرجت عن مسارها المتوقع قبل الضربة وقالت إنه كان يجب على المسؤولين عن المطار إغلاقه.
وتشير التقارير الدولية ان ايران تمانع اجراء تحقيق دولي وترفض تسليم الصندوق الاسود الذي يكون في غمرة القيادة للطائرة سواء إلى شركة بوينغ مصنعة الطائرة أو الولايات المتحدة وبموجب قواعد الطيران العالمية يحق لإيران تولي مسؤولية التحقيق في الحادث اذا ما كان هذا الحادث طبيعي ولكن دائما ما تشارك الشركة المصنعة للطائرة في التحقيقات المماثلة كون إن عددا محدودا من الدول قادر على تحليل محتويات الصندوق الأسود للطائرات وفقا للدراسات الدولية والخبراء بهذا الخصوص .
وتحطمت طائرة الركاب في وقت يشهد توترا شديدا بين إيران والولايات المتحدة وبعد ساعات فقط من توجيه إيران ضربات صاروخية لقاعدتين توجد بهما قوات أمريكية في العراق وتعد هذه العملية خطيرة بتاريخ الطيران المدني وانها تشكل «الفضيحة الكبرى» لإيران، كونها أقحمت نفسها بنزاعات مع دول أخرى وقامت بقصف مواقع عسكرية أميركية دون أن تبذل جهدا لتأمين أجوائها أو الاطلاع على حركة الطيران المدني في مطاراتها آنذاك أو إجراء تعديلات على مواعيد وجداول الطيران وارتفاعات التحليق في ذلك اليوم .
ولعل ما حدث يدفع الجميع وخاصة الامم المتحدة بتحمل المسؤولية والدعوة الي ضرورة اجراء تحقيق شفاف وشامل في ملابسات سقوط طائرة الركاب الأوكرانية ومن حق الرأي العام الدولي معرفة حقيقة ما يكشف الحقيقة في ظروف تتسم بالشفافية الكاملة ومعرفة جميع الملابسات الخاصة بهذا الحادث المؤلم .
0 comments:
إرسال تعليق