إنتظار الأمنيات على عتبات الوجدان/ يونس عاشور

 


" إلى هؤلاء الذين يتطلعون إلى الأمنيات والمعطيات الغائبة"


اختلفنا

وافترقنا

لم نكن نبغِي الخِلاف..

لم نكن نبغِي الفِراق..

كنّا نرجو الائتلاف..

كنّا ننأى الاختلاف..

كنّا نرجو الاقتراب..

لم نكن نرجو البدايات الأليمة..

والنّهايات السّقيمة..

والمسَافات الطويلة..

من خطوبٍ كلّها كانت جسيِمة..

وثقوبٍ وخروم تأتي من كلّ مكانٍ في مشاهدٍ عقيمة..

ونفوسٍ كيف لي أن أعطيها وصفاً..

إنها أنفس لئيمة..

لست أدري..

ليتني كنتُ قريباً ..

إنّني اليومَ بعيداً..

أحتسب كل احتمالات الحياة..

ومآلات الأباة..

ونهايات النجاة..

حيث زادني البُعد اشتياقاً كلّما مرّ الزمن..

وبقيتُ أتوارى عن أناسٍ خشيةً من كلّ الفتن..

ما أصاب قومٍ مشكلاتٍ أجلبت لهم كلّ الإحن..

هكذا الدهرُ تراه تعتريهِ كلّ أصنافَ المِحن..

من مآس تتجلّى في حياة الضّعفاء..

هم أناسٍ لهم الحقُّ علينا في الوطن..

***

ثمّةَ شيءُ في فؤادي يحترق..

من جراحٍ يستمِر ..

 ودماءٍ تندلق من سهامٍ تتشعّب في النفوس الأبية..

بالتماسٍ نبتهل لهم حياةً رغدية..

لا تقل لي إنّك اليوم مُسافر..

ومهاجر نحو غايات الزمن..

إنّني اليومَ كئيباً أبكي دموعاً من حزن..

أرتجي مجداً قريباً للمدن..

المدائن .. المنسيّات أهلها الواقفون..

على عتبات الوجدان والميولات التائقة..

لرغيدٍ لم يكن يتجلّى في نفوس المتطعلّين..


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق