وين الملايين ؟ (الجزء الأول)/ محمود شباط

 


تُطالِعنا من وقتٍ لآخر أخبارٌ وتعليقاتٍ وكتاباتٍ عن تَقصيرِ العَربِ في الصراع العربي الإسرائيلي، وتخاذلهم في نصرة القضية الفلسطينية بشكل عام، وغزة بشكل خاص.   

بالمقابل، ثَمَّةَ من يرى بأن العرب حاولوا وفشلوا، لم يحالفهم النجاح لأسباب عديدة منها عدم وحدتهم، الخلل الهائل في ميزان القوى، والثغرة العلمية والعسكرية الواسعة بينهم مجتمعين وبين إسرائيل.  

في وضع كهذا قد تضيع الحقيقة إن لم يتم التذكير بمسلسل أحداث تاريخية تخللت الصراع الوجودي بين العرب وإسرائيل بدءاً من هبة البراق ، وعام 1948  تاريخ إنشاء دولة إسرائيل، ولغاية تاريخ كتابة هذا المقال. وهذا ما يستوجب قول الحقيقة العارية المجردة عن كل غرض، المُدَعَّمة بِـنسغ الحقيقة القائم على الأسماء والأرقام والتواريخ. 

الحقيقة مشتقة من الحق الذي هو أحد أسماء الله الحسنى. هذا في مفهوم المسلمين، أما في المفهوم الأميركي فله قصة تروى، يُعزى إليها الفضلُ في وضع أول مداميك حرية الصحافة الحديثة وحرية التعبير عن الرأي.

زمن اختتام قصتنا هو العام 1735، عنوانها "قضية زينغر" مكانها مدينة نيويورك في أميركا، بطلاها الرئيسيان هما المحامي الأميركي القدير أندرو هاميلتون Andrew Hamilton والصحفي و الناشر وصاحب المطبعة المهاجر الألماني جون بيتر زينغر John Peter Zenger.

أسباب الحكم على زينغر وسجنه كانت تهمة التشهير، والحقيقة هي ما أنقذه من براثن تهمة جائرة. 

بناءً على اعتمادنا على سرد الحقيقة كما هي، تستلزم الحقيقة التذكير بأن أولى المواجهات كانت بين جيش العدو وقوات دول الجامعة العربية السبع في حينه : مصر، سوريا، المملكة العربية السعودية، الأردن، لبنان، واليمن. وفيما يتعلق بنا في لبنان أسفرت تلك المواجهات عن هدنة عام 1949 التي دام السلام والازدهار بنتيجتها لغاية عام 1968 رغم نشوب حرب السويس عام 1956 وحرب الأيام الستة عام 1967، وبعدها حرب الإستنزاف من 1967 لغاية 1970. بقينا ننعم بالسلام والإزدهار نسبيا لغاية 1975 رغم نشوب حرب تشرين عام 1973.

تكاليفُ الحروب الآنفة الذكر كانت باهظةً جدا، على ما عُرِفَ في حينه بدول المواجهة كمصر وسوريا والأردن والمقاومة الفلسطينية، بالأخص على الشهداء من شباب تلك الدول العربية الذين تتساءل أرواحهم في عليائها عن مدى امتناننا لتضحياتهم بدلا من نسيانها والتنكر لها. كما نكاد نسمع عتب من تبقى ممن شارك في المعارك، أو من ذويهم، هل خطر ببال الذين يكيلون التهم للعروبة بالمنظار.

وقفة منصفة على منبر الحق والحقيقة تستوجب تذكّر كل تلك التضحيات العربية، وليس تصفير العداد تمهيدا للتسويق لبداية المقاومات الأخرى من وطنية وإسلامية، رغم التقدير لها.

يتبع الجزء الثاني قريبا


عيحا في 30-04-2025






CONVERSATION

2 comments:

  1. بداية ممتازة ننتظر توضيح الحقائق في الجزء الثاني

    ردحذف
  2. تحياتي 🙏

    ردحذف