مِن ديوان قصائد خارجة عن القانون
انهيتُ قُداس الأحد والتزماتي مُجهدًّا/ بينما المطرُ كانَ يجلد الأبنية والطرقات بِلا هوادةٍ/فجأةً، هاتفوني وجاؤوا إليَّ ليلاً في عُجّالة!/دخلوا الكنيسة ( الكابيلا -Chapel)/ركعوا وصلَّوْا وأوقدوا شموع نواياهما/ فأحرقوا دموعهم في مبخرة الصّلاة عتابًا عقيمًا!!/لقد أحسّستُ أنَّ ثمّةَ كلماتٍ نبعت منهما كانَ لها عبق نقاء السريرة/ كنقاءِ الرمل الذي يغسلهُ موج البحر!
سألتهما: علامَ هذا القرار؟! /تلعثما بالحديثِ، بل قُلّ بالجواب/ والحقُّ يُقال: الحديثُ عن كُلِّ مَا يودّه المرء ويتمناهُ/أو مَا يخشاهُ ويتوخاهُ مُحيّرٌ وصعبٌ/حينَ توقف نبضُ الكلامِ بينهما وخرسَ الحوار /راحت اقدامها تقود كلّ منهما في اِتجاهٍ دونَ ان يقولا وداعًا!!./رغمَ يقيني أن سعادتهما النّاقصة تكتمل باحدهما الآخر/ولكن على مَا يبدو لم يكن هُنالكَ مجالاً للكلامِ أكثر بينهما!.
أما أنَا الذي أمقتُ الفراق والوداع/سعيتُ ليتمسك كُلّ منهما بِالحبلِ الذي يشدهما إلى بعضهما/
لهذا كنتُ أرقبُ فجرًا جديدًا لهما/ عسى يحكي أحدهما للنّاسِ عن شروق شمسهِ على الآخر مُجددًا/ولكنْ؛ ليسَ كُلّ مَا يتمناهُ المرء يحظى به!
والحالُ؛ قد يحتاجُ المُحبينَ…إلى عتابٍ، حوارٍ/ غيرَ أنَّ ثمّة أناسٍ لنا مِن عتابهم صمتٌ أعذبُ مِن بوحِ الكلامِ/وثمّة أناسٍ آخرينَ لهم مِن صمتنا كلامٌ وغيبةٌ في غيابنا!.
حقيقةً؛ لم ولن أقول أكثر ممّا قلتهُ لهما/ فالصّمتُ والإنصاتُ في مثلِ هذهِ الأوقاتِ أبلغُ مِن أيِّ كلامٍ!.
جثوتُ مُصليًّا لاجلهما بصمتٍ/ لعلّي أفهم حكايتهما/ولكنّني لم أقوَ مِن شدة الأسى!/حينها دسّستُ يدي في جيبي وخرجتُ أسيرُ في دروبٍ نديّة محمومةٍ بالهدوءِ/ ولا أعلمُ مَا الذي جعلني أحدقُ إلى السّماءِ الماطرّةِ بنظرةٍ لخصت كُلِّ الحكايةِ!.
كنيسة مار ميخا الكلدانية/ أمريكا-الكاهون.
0 comments:
إرسال تعليق