عندما سلطت الضوء وغصت بغمار دورها الفني فوجدتها المجربة والغنية عن التعريف بالمطلق شخصيتها الفنية التي زرعتها في ضمير الشعب اللبناني محبتاً وأحترام وكانت الوفاء لشعب حر ومتحضر يستحق كل التقدير فيروز خرجت من أمة عريقة وأنا اليوم أعبر عن صادق تمنياتي لها فأوحيت لقلمي أن يكتب بمواصلة مشوار عطائها الفني التي وصلت ذروته عالياً لحين باتت نجمة حرة على صدر الصحافة العربية والأنطلاق نحوة الشهرة في عام 1952 .
سيدي القارىء الكريم ليس من السهل أن ننسى ما قدمته فيروز فناً وهي من توصف ملكة الغناء العربي وقد شقت طريقها الفني بالمعنى الأكاديمي الحقيقي وأصبح أيدائها ملموساً يُشاهد بشغف جم ولاقت رواجاً واسعاً عبر المرئي المسموع المقروء الجاد عربيا وعالمياً على نطاق واسع من الأنتشار فيروز غنت للوطن للإنسان للحب وأسست لنفسها أسلوب مختلف تميز بكلمات تصدح وعلى صوتها تربت ذائقتنا .
أقتبست ما قدمته من فن راقي بدليل قد أغنت عالمنا العربي وعياً فنياً ناجعاً اليوم بغية الكثير من العرب والأجانب المعجبين الذين يزورون لبنان كي يلتقوا بشخصيتها أعتزازاً أنها فيروز التي أعطت أغنية الوطن نكهة عاطفية باذخة لحين الصحافة عشقت أسمها والكاميرا أحبت وجهها وباتت محط أعجاب كما أنها أرتبطت بصداقات معروفة في عالم الفن ومنها مع الست أم كلثوم وشادية وحتى برجال الصحافة الذين كانوا أشد الحاجة أليها بقدر ما هي في حاجة أليهم كي يكتبوا عن عرشها الفني .
الأسطورة بدأت حياتها الفنية في عام 1940 كمغنية كورس في الإذاعة اللبنانية حينها اكتشف صوتها الموسيقي محمد فليفل وضمها لفريقه الذي كان ينشد الأغاني حيث بدأت تغرد في عالم الغناء من عمر السادسة عند انضمامها إلى ستيديوهات الإذاعة اللبنانية في ذلك الوقت وذاع صيتها في العالم العربي والشرق الأوسط واليوم هي من أقدم فنّاني العالم العربي المستمرين ومن أفضل الأصوات العربية بدليل نالت جوائز وأوسمة عالمية عديدة ومازالت تُقدم لنا أجمل الأغاني بصوتها العذب والجدير بالذكر أن عدد أغانيها قد تجاوز الثمانمائة أغنية وكانت أول أغنية لها بعنوان يا حمام يا مروح وكانت بلابل تنشد للصباح وهي من ألحان حليم الرومي .
فيروز واسمها الحقيقي «نهاد رزق وديع حداد» ولدت 21 نوفمبر 1935 كانت في بداية مشوارها الفني ومن خلاله جذبت العديد من المشاهدين والمستمعين الذين لا يعدون ولا يحصون نتيجة ما تمنحه لذهن المتلقي من حرية في التفسير والتحليل وهي إلى ذلك حقيقتاً .
نهاد رزق تمتعت بصوت وموهبة لا تتكرر في التأريخ المعاصر لحين أصبح فنها دفء مشاعر وحرارة كلماتها نبرات جادة وصادقة تجاه المتلقي فليس غريباً أن تطل علينا بفنها بكافة المجالات العاطفية الوطنية السياسية الأستاذة فيروز صاحبة المبدئ التي تغلبت به على كل الإغراءات المادية المتخلفة وبقت على يقينها أن العدو لا يصنف إلا عدو ومن يقاوم العدو حتماً هو مع الحق لهذا وقفت مع الحق بفنها المشاع سيدتي أنتي تمثلي ناصية الشرف العربي .
سيدتي الكريمة أستمع لأغانيكي الرائعة التي تسري بدمي من خلال صوتك الملائكي الساحرالذي يحمل في طياته أجمل الموسيقي والألحان ومنها أغنية (بغداد والشعراء والصور ) هذه قصيدة للأخوين الرحباني غنتها فيروز بأيداء جعل تلك القصيدة أقرب إلى الكمال جميلة (كتبها المجد ولحنها الخلود ) على أوتار الرحباني لصوت ملائكي وعلى أثرها أهتز كياني بحب الأغنية وللأطلاع أن عيد ميلاد النجمة اللبنانية فيروز ال81 حاز على ملايين من التغريدات عبر تويتر وهنا برهنت بالدليل القاطع على مدى عشق الجمهور العربي لها بمختلف أجياله لأنها فنانة من الطراز الأول علماً لم أرى أم كلثوم وكاظم الساهر يحصلون على هذا العدد الرهيب بأعياد ميلادهم ؟.
كتبت هذا المقال للتأريخ وسيحتفظ به أرشيفي الصحافي لفنانة وصلت للعلا بأستحقاق وجدارة وستظل عزيزة على قلبي وأخيراً وليس آخراً سوف أترجم هذا المقال بعدة لغات لكونه زرع في نفسي حب الفن للسيدة فيروز فتحية إكباراً وإجلال ..
0 comments:
إرسال تعليق