شهدت الساعات الماضية تهجمات شخصية ومهاترات صبيانية على عضو الكنيست، ورئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة، وذلك على خلفية موقفه من التطورات على الساحة السورية، باستبعاده استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي، حيث عبر عن مواقف وقناعات الكثير من أبناء شعبنا الفلسطيني، الذين يرون اتهام النظام السوري وجيشه استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليًا، تأتي في سياق دعم ومساندة القوى الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية للمجاميع الارهابية المسلحة، وتبرير عدوان جماعي جديد تحضر له واشنطن على سورية، التي حققت انتصارًا كبيرًا باستعادة الغوطة التي شكلت مرتعًا خصبًا لقوى الارهاب والتطرف والتكفير الوهابية السلفية.
الجميع يدرك ويعرف تمامًا أن مسألة الموقف من المسألة السورية والحرب المدمرة المتواصلة، ليس اجماعيًا بين مركبات القائمة المشتركة ولجنة المتابعة العربية، وهذا شيء طبيعي وصحي، ولذلك فان الهجوم الشرس والسافر على النائب أيمن لا مبرر له ومرفوض جملة وتفصيلًا، ويجب احترام موقفه المغاير والمختلف، انطلاقًا من قبول الرأي الاخر والتعددية السياسية والفكرية.
لقد بات واضحًا للعيان بعد سبع سنوات على الحرب الشرسة بين قوات النظام السوري، وبين قوى الارهاب والتطرف الظلامية التكفيرية، أن ما جرى وحدث على الأرض السورية، ليس"ثورة ديمقراطية"، بل هو مشروع تفتيتي تآمري ومخطط امبريالي صهيوني لاسقاط سورية، قلعة العروية والصمود والرفض والممانعة، واغتيال فكر وثقافة المقاومة، بالتخلص من محور المقاومة الذي يتشكل من سورية وايران وحزب الله.
ان موقف قوى التقدم والعلمانية والديمقراطية من الأزمة السورية جلي تماما"، لا لبس فيه، ولا غمغمة، مع استقلال ووحدة الوطن السوري، ومع حق الشعب السوري في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وهذا لن يتحقق مع قوى سلفية ظلامية وتنظيمات ارهابية مسلحة، ومجاميع تكفيرية دموية تتحكم فيها أنظمة الخزي والردة والعمالة والعار في الخليج العربي، واجهزة المخابرات الغربية.
لقد صدق أيمن عودة بقوله"الأسد ينتقل من انتصار الى انتصار"، نعم..الأسد باق في عرينه، شامخ كالجبل في علاه، لم يهتز أبدًا لمن عاداه، واقف وقفة عز وكبرياء وشموخ، لم ينحن للعاصفة ولا للدواعش، ولم يسقط.
وقد استطاعت سورية أن تصمد، شعبًا وجيشًا وقائدًا عبر سبع سنوات خلت، في أشرس حرب كونية رهيبة استخدمت فيها جميع الأوراق والآليات المستحدثة،،التي أخفقت كلها في لي ذراع سورية وهزمها، وهي تسير نحو الخروج منتصرة وقوية من معركة دامية طويلة، موحدة ومتماسكة، محافظة على ثوابتها الوطنية والقومية، وعلى قرارها السيادي المستقل، وتسير كذلك باتجاه التطوير واعادة البناء والاعمار والتحديث، وتمتين الوحدة الوطنية بين أبناء شعبها بكل مكوناته.
فليتوقف الهجوم على النائب أيمن عودة، وعلى الجميع احترام رأيه الذي عبر عنه، انطلاقًا من المقولة"لا يعجبني رأيك ولكني على استعداد لاحارب كي تعبر عنه وأسمعه"، وكفى مهاترات كلامية، فقد تجاوزنا هذه النقاشات الغوغائية منذ زمن بعيد.
وعاشت سورية موحدة ومنتصرة على المؤامرة وعلى اعدائها المعروفين.!!
0 comments:
إرسال تعليق