قدمتُ الى الشاطئ مع أخي وأصدقاءه... كنت ُأمشي منزوياً بينما كانوا هم الأربعة يستمتعون! لذلك شعرت بالملل فكنت أقضي الوقت في المشي على الرمال الدافئة...
سألت نفسي مرارا عن الفرق بين مدينتي الصغيرة الهادئة القابعة بين الهضاب وهذه المدينة الساحلية الفاتنة والحيوّية؟
أنظر إلي الناس وأتأمل في الأطفال فأجدهم سعداء يهنئون بالبحر وأمواجه ، والفتيات الجميلات اللواتي لا يكففن عن التبسم! وأتأسفت لأني لا أحسن السباحة...
البحر رائع ... بين الحين والأخر أرمقهم من بعيد فأغبطهم يمرحون ، يسبحون ويعاكسون الفتيات...
تعرفتُ على شاب يكبر أخي بسنة أو سنتين وهو ربما مثلي يعاني الوحدة ، لم يفعل شيئا سوى الضحك بخفّة بغير صوت ،وسألني : ـــ لماذا يكون كل شيء جميل في البداية؟ فأجبته بكل صدق بأني لم أفهم!
فابتسم وربت علي كتفي وقال بأني لا أزال طفلا ولا استطيع فهمه !...فسألته إذ كان يقصد ببداية كل شيء الطفولة؟
تغيرت ملامحه ثم قال بإعجاب استغربته : ـــ أنت طفل ذكي ! الطفولة هي أجمل مرحلة في حياة أي إنسان! كان فقيرا أو غنيا ، فحتى الطفولة البائسة حلوة! وكذلك كانت بالنسبة لي و....
أقبل أخي خارجا من بين زبد الأمواج ... نظر إلي ثم نظر إلي الشاب وحياه...
ـــــ أخي خجول وكسول .. فهو لا يتقن السباحة، ولا يبرع في مطاردة الفتيات! لا أعرف أي متعة في المشي فوق الرمال...
طأطأتُ رأسي خجلا ً فغمزّه ذلك الشاب ثم قال : ـــ أنت مخطئ! البحر ليس أمواج وفتيات ، وإنما تأمل وحوار داخلي ..
ثم مشى وتركنا .... فسألني أخي إذ استمعت بزيارتي الأولى للبحر؟
0 comments:
إرسال تعليق