حكومتنا أنثى
أجمل ما فيها أنها قبيحة وكاذبة
لا تثير الشعراء ليكتبوا عنها
ويعذروها في أنوثتها
مع أنها ذات مال وفيرٍ
وفخذين فاخرتينِ
وثديين ممتلئين ماء وحليبا أسوداً
وصقيعاً وفراغْ
حكومتنا برؤوسها الحمراء كـ (الطربوش)
لا تعرف المراوغة بتاتا
تتوه في بيوت الجرابيع وتخلع ما عليها من لباس داخلي وتمارس الشهوة رغما عنها
بعد حين أقل من تسعة أشهر وعشرة أيام تنجب مرتين
مجموعة من الفئران لتحرس بيضتنا وأقنان الدجاجْ
حكومتنا المسكينة هذه يأخذونها بيدها نحو بيت العجزة
تعاني من البول اللاإراديّ وفوبيا الضوء والمناطق المرتفعة
تظل في الظلام وتضحكْ
وتسير من أدنى إلى أدنى وتضحكْ
وتعلن في سرور أنها ترى ما لا يراه المبصرون
تعبر الأحلام تسفك الدماء وتقصف الأعمار
وتسفح الأطفالْ
حكومتنا الحكيمة هذه توزع (البنادول) والحبّة الزرقاء
على المتزوجين والعشاق وكل البالغين
مجانا وفي الشارعْ
وتقطع الماء والكهرباء لينام الناس أبكر
ويفحصون نتائج الليلِ في الحبّة الزرقاء
وتأتيها التقارير الصباحية بزيادة حصة الفرد من هذه الثروة الوطنيةْ
حكومتنا الرشيدة هذه
تدافع عنا بكل ما أوتيت من قرف السجون الرطبةْ
وتضمنا في لحدها أمّاً خؤونْ
وتمنحنا السياط والأحكام الطويلةْ
وتطعمنا السردين والرطب البلديّ
تقلدنا نياشين الشهادة في الجنون المستطيل الدائري
وتجلسنا على الكرسي مثل ملائكة بريئة
وتعطينا هداياها كأطفال تحب الاشتغال باللُّعَب الخطيرةْ
حكومتنا بارك الله فيها
تتسامى على أوجاع أنوثتها القبيحة
وتنسى أنها أنثى
فقط لأنها تؤدي ما عليها من طقوس التضحيةْ
من أجلك أيها الشعب المناضل
ستظل حكومتنا قبيحة أنثى كاذبة
0 comments:
إرسال تعليق