ان الثوار الابطال يصنعون التاريخ والرجال الرجال دائما يكونون اصحاب مواقف بطولية وصادقة وسيكتب التاريخ قصة هذا الرجل الصادق الامين الذي كنا نتلمس مدى صدقة من خلال كلماته المفعمة بالحرية وحب الجزائر والوفاء للشهداء الابطال وكانت وصيته الانتقال السلمي للسلطة والحفاظ على الوحدة والعمل ضمن روح الفريق الواحد من اجل انقاذ الجزائر والحفاظ عليها وحمايتها من أي شرور ومؤامرات التدخلات الخارجية فكان يدرك الرجل حجم المؤامرات التى تحاك ضد الجزائر وأهداف ومطامع الدول لتقسيمها وبقاء السيطرة الاستعمارية عليها فوقف بالمرصاد من اجل ايصال الجزائر الي بر الامان والدفع في اتجاه بناء الجزائر الدولة الديمقراطية الواعدة مع الحفاظ على الارث الوطني والكفاحي والتحرري للثورة الجزائرية وأهدافها الوطنية في ترسيخ الوحدة والحفاظ على التراب الجزائري من أي عدوان او استغلال .
برحيل المجاهد القائد الجزائري الكبير نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح وبهذا المصاب الجلل تفقِد الجزائر أحد رجالاتها الأبطال الذي بقي إلى آخر لحظة وفيا لمساره الزاخر بالتضحيات الجسام التي ما انقطعت منذ أن التحق في سن مبكر بصفوف جيش التحرير الوطني الذي ترعرع في أحضانه وتشرب منه جنديا فضابطا فقائدا مجاهدا عقيدة الوفاء للوطن والشعب.
إنها لفاجعة أليمة وقاسية أن تـودع الجزائر في هذا الوقت بالذات وعلى حين غرة قائدا عسكريا بمآثر وخصال الفريق أحمد قايد صالح المجاهد الذي صان الأمانة وحفظ الوديعة وأوفى بالعهد في فترة من أصعب الفترات التي اجتازتها الجزائر حيث قاد المرحلة بكل اقتدار ووطنية ومسؤولية وأمانة ووفاء للأرض الجزائر الحرة وللشهداء الأبرار حيث اخذ على عاتقة قيادة المرحلة الانتقالية للثورة مطبقا القانون بكل مسؤولية محافظا على ثورة الشباب الجزائري من الانحراف والسرقة والاختطاف وحمل الامانة بكل شرف واقتدار وكان صوت الشباب الثائر في شارع الشهيد دودوش مراد وشارع الشهيدة حسيبة بوعلى وسط العاصمة الجزائرية وعبر بصدق عن حرصه الشديد على انقاذ الجزائر من الازمات التى لحقت بها وكأنه كان على موعد مع القدر المحتوم حيث وبعد ان ادى الرسالة وتكريمه على جهوده من الرئيس الجزائري المنتخب سلم الامانة لينتقل من دار الدنيا الى دار الاخرة ولتبقي الجزائر حرة وشمسها المشرقة لن ولم تغيب .
لقد عبر بصدق عن كل انسان جزائري شريف ووقف مدافعا ومنذ البداية عن حقوق الشعب الجزائري ورفض استخدام القوة في تفريق المتظاهرين وحمى ثورة الشباب الجزائري وكرس كل اهتمامه من اجل انقاذ ثورة الشعب الثائر ونقل السلطات وإجراء انتخابات شاملة وحرية الشعب باختيار الرئيس الجديد لتكتمل المشهد ويتم نقل السلطة بطريقة سلمية ومن خلال صناديق الاقتراع ولتكون الجزائر شاهده علي هذا التاريخ الذي كتبه بإصراره وإرادته الحرة وكان معبرا عن الجميع ولسان حال ابناء الشهداء في جزائر البطولة والشرف والوفاء .
فالتاريخ سيكتب هذه المآثر الجليلة والمواقف البطولية بأحرف من ذهب على صفحات الكفاح الجزائري لتمتد حياته عبر الاجيال وتكون نبراسا للأجيال القادمة في احترام خيار الديمقراطية والعمل واستمرار التغير في اتجاه بناء الدولة الجزائرية المعبرة عن ارادة الشهداء، هي ارادة الله ان ينقذ الجزائر ويسلم الامانة ويرحل رحمه الله فارس وقائد شجاع حافظ على الجزائر في ادق الظروف ووصل بها الى بر الامان
0 comments:
إرسال تعليق