غيب الموت الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الجزائري ،هذا الجنرال الذي وقف بجانب الحراك الشعبي في الجزائر ،والذي التحق بنصرة الحراك والانحياز إليه في أهم قرار اتخذه في 2 أفريل 2019 ،عندما جمع كبار ضباط قيادة أركان الجيش ،ودعا الرئيس الى الاستماع الى
مطالب الشعب ، الذي كان في أوج الحراك السلمي وزخمه
المتواصل ،في أجبر الرئيس على التنحي من كرسي الرئاسة من خلال تفعيل المادة 102 من الدستور التي تجيز تنحية الرئيس في حالة عجزه عن أداء مهامه الدستورية ، و رفض التمديد له او إعادة ترشحه لعهدة خامسة ، وهي التي كانت الشرارة التي اربكت اركان النظام السابق الى غاية الزج بها في السجون و إجبار الرئيس على تسليم السلطة
تلقف الشعب هذا العمل الذي قام به رئيس الأركان الفريق أحمد قايد صالح ،ورد له الجميل من خلال تنظيم له جنازة مهيبة لم يحظى بها رجل عسكري من قبل ،كانت جنازة مليونية ،أدهشت الجميع ،كيف لا وهو الذي زج بالعصابة في السجن و احال كل رجالات النظام السابق الى المحاكمة ،كيف لا وهو الذي اجتمعت لديه كل عوامل الاستحواذ على السلطة ،مثل ما عودنا جنرالات العسكر لكن كان من الزاهدين فيها متمسك بالشرعية الدستورية والاحتكام إلى صندوق الانتخاب ،عوض الإستيلاء على السلطة التي دنت إليه على طبق من ذهب لكنه كان وافيا لقسمه،بأن الكلمة سوف تعود الى الشعب في تقرير مصير حكامه.
كيف لا تقام له جنازة مهيبة ،وهو الذي أقسم بأنه سوف يرافق الحراك والمؤسسة العسكرية ستكون الحامية له ،و لن تسقط قطرة دم واحدة،وهو ما تجلى طيلة عشرة أشهر من عمر الحراك الشعبي في الجزائر.
كيف لا تقام له جنازة مهيبة ،واغلبية الشعب الجزائري توسم فيه انعطافة جديدة و عودة الجزائر الى سابق عهدها على مسرح الدولي ،بعد أن غيبها النظام السابق لمدة عشرون سنة.
كيف لا تقام له جنازة مهيبة تليق بمقامه ،وهو الذي لمس فيه الشعب الجزائري، عودة الجزائر الى عقيدتها الثورية الميزة المتجذرة في المجتمع الجزائري ،كيف لا تخرج الحشود الجماهيرية ،لتوديع هذا الجنرال الذي أعاد الحكم الى
الشعب من خلال تنظيم انتخابات رئاسية و تسليم السلطة إلى رئيس منتخب مدني،كما وعد في جميع خرجاته الإعلامية ،فأكد التزامه بذلك يوم 12 ديسمبر 2019 بإجراء الانتخابات الرئاسية،رجل عسكري يحضى بجنازة رئاسية و بحشود مليونية تصطف على قارعة الطريق لتوديعه و القاء نظرة الوداع عليه ،مظهر قل نظيره أن تجتمع حشود كبيرة
في لحظة توديع جنرال عسكري كان ماسك السلطة بين يديه طيلة عشرة أشهر ولم يتمسك بها بالقوة العسكرية،ردله الشعب التحية بالخروج عن بكرة أبيها لتبكيه و توديعه إلى مثواه الأخير .
كيف لا تنفجر الجماهير على جنبات الشوارع ،لتوديع هذا العسكري وهي التي تجمع على أن الفريق أحمد قايد صالح قائد أركان الجيش التزم وفى بالتزامه.
كيف لا تقام له جنازة مهيبة وهو الذي لم يستعمل العنف ولم يأمر جنوده بقمع رواد الحراك لوائد هذا الحراك ،و هو الذي كانت في يده كل السلطات .
لم يسبق أن خرج الشعب بهذه الكثافة في جنازة رجل من رجالات السلطة إلا سنة 78 في توديع الرئيس الراحل هواري بومدين
أعاد لها الاعتبار
الله يرحمه ويرزقه جنة الفردوس الأعلى إن شاء الله
ردحذف