لقد تتالت الاحداث بالنسبة لرئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وكانت متسارعة اسرع مما توقعنا وكتبنا سابقا حيث عصفت به الرشوة والغش وخيانة الأمانة ولم تسعفه كل محاولات هروبه للإمام وشنه حربا على قطاع غزة ولم تنفعه علاقاته مع الرئيس الامريكي ترامب وقد ادت الاحداث المتلاحقة الي مطالبة المجتمع الاسرائيلي برحيله حيث شهدت المدن الاسرائيلية الكبرى مظاهرات صاخبة تطالبه بالاستقالة من حزب الليكود وخروجه من المشهد السياسي الاسرائيلي بعد صدور لائحة اتهام ضده والبدء في محاكمته رسميا حيث ينتظر السجن لمدة تسع سنوات وللمرة الأولى في تاريخ دولة الاحتلال يتم تقديم لائحة اتهام ضد رئيس وزراء وهو على رأس عمله.
ان تلك المظاهرات ومطالبة المئات من الاسرائيليين نتنياهو بالاستقالة على خلفية قرار تقديمه للقضاء تعكس مدى تورطه وفشله فشلا ذريعا في التعامل مع مختلف القضايا المطروحة والاستفادة من اطول فترة حكم بتاريخ دولة الاحتلال واستثمارها في بناء المستوطنات والسعي لتوسيع الاستيطان بطرق غير شرعية على حساب الاراضي الفلسطينية بل وصل فيه الامر الي الدعوة لضم الضفة الغربية وكان الامر يتعلق في بورصة تسابق من يقمع الشعب الفلسطيني اكثر يخرج ويكسب المعركة ولكن كل تلك الاجراءات والممارسات كانت تغطية على فساده وتلقيه الرشاوى وتمسكه بالسلطة ولعل ابناء الشعب الفلسطيني هم وحدهم من دفع فاتورة هذا التهور لتصل طرق السلام الي دائرة مفقودة وتدور المنطقة في دوامة المتغيرات العبثية من جراء سياساته العقيمة وممارساته العنصرية .
ولعل أهم تأثير لهذه الاتهامات هو عدم قدرته على تشكيل حكومة مرتين هذا العام، في أبريل وسبتمبر ولأنه بصفته رئيسًا للوزراء فقد أصر على أنه لن يتخلى عن هذا المنصب تحت أي ظرف من الظروف مدركا أن لائحة الاتهام ضده ستجبره على مواجهة المحاكمة وقد أصبح هذا الأمر واقعا اليوم وقد صدرت لائحة اتهام بحقه وهذه الاتهامات تطعن في أهلية نتنياهو كرئيس للحكومة علما أن التهمتين 1000 و2000 يطعنان بنتنياهو بشكل شخصي لأنه خان الأمانة واستخدم الخداع ولا يصح أن يبقى في سدة الحكم أما الأخطر هي القضية 4000 والتي تتحدث عن رشوة وهذه جريمة عقوبتها السجن وكل المؤشرات توحي أن حبل الإدانة يلتف حول عنق نتنياهو .
إن نتنياهو سيحاول أن يعمل على تأجيج الأوضاع السياسية من أجل إنقاذ نفسه من السجن، إلا أن ذلك سيجابه بمواقف سياسة سواء من داخل حزبه الليكود الذى يمكن أن ينقلب عليه، كما سيجابه بمواقف على الساحة السياسية لدى دولة الاحتلال التي ترفض أن يكون نتنياهو في الحكم وقد ينتهي المطاف بنتنياهو في السجن بعد كل ما ارتكبه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني وحتى الإسرائيليين انفسهم فهو رجل كاذب ولم يكن صادق يوما مارس الخداع والكذب على العالم اجمع ليصل به المطاف الي السجن فكان حاكم فاسد ووضع مصلحته الشخصية فوق مصالح الجميع.
ولقد أثرت تلك السياسات والأزمات الداخلية علي المجتمع الفلسطيني والعلاقات تجاه عملية السلام حيث ارتهن أي تقدم في عملية السلام بمدى الربح والخسارة وكان سببا مباشرا في ممارسة العنصرية والتطرف وأعاق عملية السلام التي توقفت كليا في عهده معتمدا علي القوة والغطرسة والهيمنة وممارس القتل والاستيطان والتهويد ومستفيدا من تلك المواقف لمصالحة الشخصية.
0 comments:
إرسال تعليق