الإنسان والحيوان/ عبدالقادر رالة

    نشرتُ مقالا بعنوان الإنسان والطبيعة منذ سنتين بإحدى الصحف السيارة ، تحدثت فيه عن أربع أعمال إبداعية  أدبية ، تُعتبر من روائع الأدب العالمي ، وبالأخص ثلاث منها ، وموضوعها علاقة الإنسان بالحيوان ، وأبطالها بشر تربوا من طرف الحيوان، إذ اعتبرت الحيوان أظهر مظاهر الطبيعة! 

    حي بن يقظان لابن طفيل الفيلسوف الأندلسي ، والثاني طفل الأدغال للكاتب الانجليزي رديارد كيبلينغ الحائز على نوبل 1907، الثالث طرازان للكاتب الأمريكي إدغار رايس بوروسي ، الرابع الكتاب الوثائقي هدارة طفل النعام للكاتبة السويدية  مونيكا زاك ... 

   إذاً هي أربع حيوانات ظبية ، ذئب ، غوريلا ونعامة  ولا أعرف إن كنت أصبتُ أم أخطأتُ فيما عقدته من مقارنات وتحليل لتلك الأعمال وأبطالها ! 

   غير أني وجدت ُ نفسي مضطرا أن أضيف بطلا أخرا بعد أن قرأت مؤخرا كتاب ( أصالة اليابان ، مختارات من القصص الشعبي الياباني القديم)  ، وهو الدب ... 

      فقصة مغامرات كنتارو تتحدث عن الطفل الذي خطفه الدب من بيت حطاب يعيش عند سفح الجبل لأن صغيره مات فأصيبت الدبة الأم بالحزن والاكتئاب . فتربى الطفل الصغير بين الحيوانات وقد كان أبوه الدب ملك الغابة ، وإن كان النمر هو عدو ماوكلي والذئاب، والفهد عدو طرازان والقردة  ، فإن الذئاب كانت عدوة كنتارو ، إذ كانت دائما تتمرد وترفض حكم الدب الأب  حتى بعد وفاته وانتقال الحكم الى ابنه كنتارو ..وقامت هذه الذئاب باختطاف أخت كنتارو الحقيقية التي توغلت في الغابة بحثا عنه ،فانطلق يبحث عنها ولما اقترب من كهف الذئاب اندلعت النيران في الغابة ، وهنا يكمن جمال القصة إذ اشترك الجميع في إطفائها متناسين جميع العداوات القديمة  لأن الغابة موطنهم جميعا ، الذئاب وحلفائها ، وحيوانات الغابة الصديقة لكنتارو وحتى سكان القرية المحاذية للغابة  ، فمنعوا الغابة من الاحتراق... 

    ثم عاد كنتارو الى عائلته وعلمته أخته لغة البشر ، ولكنه لم ينسى أصدقاءه في الغابة فكان يذهب إليهم بين الحين والأخر فيلعبون ، يأكلون ، يشربون ويمرحون ...