لقد حققت القائمة المشتركة التوازن المطلوب في الية العمل السياسي داخل المجتمع الاسرائيلي وتمكنت من ايقاف جنون بنيامين نتنياهو الذي ينتظره ملف السجن من اوسع ابوبه فهو مطلوب للمحاكمة بتهم الفساد والرشوة وبات واضحا لن تنجح كل خطوات الادارة الامريكية ومواقف الرئيس ترامب وإعلانه لما يسمى بصفقة القرن ولم تسعفه بل انقلبت عليه ليتضح حجم المؤامرات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني لاقتلاعه من اراضية ومصادرة حقوقه واستمرار لغة الاستيطان والعربدة والعدوان وممارسة العنصرية القاتلة .
ان التاريخ لم ولن يرحم هذا النتنياهو الذي مارس وبكل وقاحة العدوان والتنكر للشعب الفلسطيني واستمر في التعامل بعنصرية وعدوانية ومارس كل اشكال الاستيطان وان مقدمة سقوطه وعدم امكانيته على تشكيل الحكومة يعنى ذلك مقدمة لسقوط صفقة القرن الامريكية التي كانت مشروعه الانتخابي خلال حملته الانتخابية الثالثة لانتخابات الكنسيت الاسرائيلي وان ذلك يعطي مؤشرات واضحة بسقوط الرئيس ترامب في الانتخابات الامريكية للجولة الثانية ايضا فالفشل هو حليف كل من يتنكر للحقوق الشرعية الدولية ولمن يقفون في وجه تحقيق العدالة .
ان التجربة الماضية كانت تجربة صعبة على صعيد معطيات العمل السياسي الفلسطيني ولم تحقق السنوات الماضية أي نتائج تجاه عملية السلام فكانت محورية التوجه الاسرائيلي وما تلتها من عمليات تنكر ومحاربة الحقوق الفلسطيني وفتح مشاريع الاستيطان وتشكيل لجان لرسم خرائط صفقة القرن وأعاده انتاج الاحتلال ومحاربة قيام الدولة الفلسطينية وسعيهم الدؤوب لتطبيق بنود صفقة القرن التي لن ولم تمر طالما الشعب الفلسطيني يقف موقفا موحدا ومتصديا لهذه المؤامرات التي تحاك للنيل من الحقوق الفلسطينية .
لقد قوبلت ما يسمى بصفقة القرن الامريكية التي أعلنها ترامب بمواقف دولية وعربية وإقليمية رافضه لهذه الصفقة والمتناقضة مع الشرعية الدولية كونها جاءت متحيزة بالكامل لصالح الاحتلال وأن ما يسمى بصفقة القرن الفاشلة اسما ومضمونا لن تنهي القضية الفلسطينية العربية والقومية بل ستقود إلى مزيد من العنف وعدم الاستقرار بالمنطقة وخارجها وستكون لها أبعاد إقليمية ليست في مصلحة من يخطط لتصفية قضية فلسطين العادلة واليوم تنجح القائمة المشتركة من اسقاط نتنياهو وتعيد انتاج الخارطة السياسية الاسرائيلية .
إن أية خطة سلام لحل الصراع العربي الاسرائيلي يجب أن تستند للمرجعيات القانونية الدولية لمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة المتوافق عليها وكذا الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني بما في ذلك الحفاظ على القدس العاصمة للدولة الفلسطينية ووحدة النسيج الاجتماعي وعودة اللاجئين الفلسطينيين .
ان صفقة ترامب كانت محاولة فاشلة لتصفية القضية الفلسطينية باسم تحقيق السلام المزعوم وإن من أهم ما جاءت به الصفقة سقوط قناع الوسيط عن أمريكا وانكشافها ولعب دورا ليس بالنزيه تجاه عملية اللسلام ومع اسقاط نتنتياهو تبقى خيارات تطبيق صفقة القرن في المرحلة المقبلة هي خيارات محدودة مما يدلل على فشلها في ايجاد حلول عادلة للقضية الفلسطينية .
وما تلك العدوانية الامريكية التي مارسها الرئيس ترامب وإعلانه عن صفقته الخاسرة الا دليل على محاولاته لتكريس الاحتلال ودعم حليفه نتياهو الذي سيواجه المحاكمة والسجن خلال الفترة القادمة وتثبت تلك الاحداث ان الشعب الفلسطيني سيبقى صامدا على ارضه ولا يمكن اقتلاعه او النيل من صموده وإرادته ولا يمكن ايضا نجاح محاولتهم الفاشلة لتصفية القضية الفلسطينية والنيل من الدولة الفلسطينية باسم تحقيق السلام المزعوم .
0 comments:
إرسال تعليق