وتواصل المظاهرات في الداخل الاسرائيلي التي يقودها حراك الرايات السوداء وتضم أعضاء من اليمين واليسار، للمطالبة باستقالة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي تتهمه بالفساد وسوء الادارة في ظل تفشي كورونا، وواصل آلاف الإسرائيليين التظاهر أمام المقر الرسمي لإقامة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية في مدينة القدس، للمطالبة باستقالته ورحيله عن الحكومة حيث تواصلت المظاهرات برغم الإغلاق الذي تفرضه الحكومة الإسرائيلية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد .
وذكرت مواقع صحيفة اسرائيلية أن هذه المظاهرة التي تطالب برحيله تحمل الرقم 14 منذ انطلاق موجة الاحتجاج الحالية، الرافضة لاستمرار نتنياهو في الحكم بينما يحاكم في ملفات فساد، وفي ظل إخفاقات حكومته في التعامل مع أزمة فيروس كورونا وتداعياتها الاقتصادية وأشارت المواقع الصحيفة إلى أن منزل نتنياهو في مدينة قيسارية شهد تظاهرة ضده شارك فيها نحو 300 شخص إضافة إلى عشرات التظاهرات عند تقاطعات طرق رئيسية وجسور في جميع أنحاء دولة الاحتلال حيث شهدت مشاركة العشرات وفرضت الشرطة على المتظاهرين ارتداء الكمامات الواقية، فيما عززت من تواجد قواتها في القدس، وأغلقت الشوارع المؤدية إلى ميدان باريس أمام حركة المرور .
وجاء المتظاهرون من فئات وشرائح سكانية مختلفة ترفع فيها كل مجموعة الشعارات الخاصة بها، ولكن بانسجام حول الشعار الأساس وهو «الإطاحة بنتنياهو» فكانت هناك المجموعة التي تضم طلائع المتظاهرين ضد نتنياهو الذين انطلقوا منذ 3 سنوات وأقاموا خيمة اعتصام ورفعوا الأعلام السوداء تحت عنوان «لا يمكن لمتهم بالفساد أن يكون رئيس حكومة» ومجموعة أخرى تضم أصحاب المتاجر والمصالح الخاصة الذين يطالبون بتعويضات عن خسائرهم الناجمة عن الإغلاق عدة شهور منذ انتشار فيروس كورونا، ومجموعة الفنانين والعاملين في الثقافة والفن الذين يجلسون بلا عمل منذ مطلع مارس (آذار) الماضي، وهناك قوى السلام الذين يتظاهرون ضد صفقة القرن ومخطط الضم، وفي مظاهرات الاسبوع الاخير انضم نواب عن «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية، ومتظاهرون من القدس العربية المحتلة يطالبون بمعاقبة المسؤولين في شرطة الاحتلال عن قتل الشاب المعوق إياد حلاق .
ونتنياهو متهم بالفساد واختلاس الأموال وخيانة الثقة في سلسلة من القضايا ليصبح بذلك رئيس الوزراء الوحيد في تاريخ دولة الاحتلال الذي يتم اتهامه أثناء فترة ولايته ويواجه نتنياهو اتهامات بسوء التعامل مع أزمة كورونا مما تسبب في فقد آلاف الإسرائيليين وظائفهم، إضافة إلى ذلك يواجه اتهامات في 3 قضايا فساد، وبدأت أولى جلسات محاكمته في مايو/أيار الماضي.
إن هذه التظاهرات تعكس الأزمة الكبيرة التي يواجهها نتنياهو والتي من الممكن ان تطيح به ولكنها في الوقت نفسه تعبر عن الأزمة العميقة التي يعيشها النظام السياسي الاسرائيلي وصور الفساد المنتشرة دون اي رقابه او ممارسة ديمقراطية حقيقية في ظل عدم احترام للقانون وما يصدر عن المؤسسات القضائية.
0 comments:
إرسال تعليق