الفتاة ذات الفستان الرمادي/ عبدالقادر رالة



    كانت الفتاة الصغيرة ذات الست سنوات دائما تثير فضولي ! أثارت استغرابي ودهشتي لدرجة أنها سكنت تفكيري  . تلبس الفستان الرمادي المُزركش بأزهار زرقاء قاتمة .

    أراها كل صباح تكنس أمام المنزل ، في الربيع ، الخريف والصيف وحتى في الشتاء تحت المطر الغزير فقط تغيب لما تهطل الثلوج !

 الوجه كئيب والعينان حزينتان . ترتدي ذلك الفستان الرمادي الرّث .تكنس باجتهاد حتى أنها لا تستريح قليلاً أو تتطلع الى المارة في الشارع ...

   تكنس الأوساخ من أمام بيت سي معروف ، ولم أبصرها قط تتحدث مع احد لا رأيت ُ الأطفال يقتربون منها أو يكلمونها  رغم أنهم يملئون الحي ...

   فتاة واحدة من بنات احد الجيران قالت بأنها كلمتها وسألتها لكنها ما تحدثت أو أجابت وإنما استمرت تحدّق فيها لمدة طويلة ثم ما لبثت أن انهمكت في الكنس ...

    سألت سي معروف فاندهش ، وقال بأنه لا يعرفها ، ولا هو رآها لكني لم أرتح لجوابه !

   وعدتُ الى تلك الفتاة التي اقتربت منها وسألتها  عن ملامحها فقالت نظرات حزينة لكن مرعبة ومخيفة ، وملامح تخفي أشياء أو تتكتم على سر!

  وما حيرني أن الفتاة كانت تظهر دائما ولا تختفي إلا في شهري ديسمبر وجانفي لما تنهمر الثلوج بغزارة!...

 


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق