الحرب التكنولوجية الحامية/ عباس علي مراد

 


الى جانب الحروب الحامية والباردة التي يشهدها العالم وبعد الانهيارات الاقتصادية والازمات المالية والصحية (كورنا)، هناك حرب من نوع أخر من الحروب تدور رحاها وبصمت بين العملاقين التكنولوجيين الولايات المتحدة ومعها دول الغرب والصين.

من المعروف ان معظم الدول الغربية والولايات المتحدة الاميركية عملت على إلغاء عقود شركة هاواوي الصينية للأتصالات لتركيب الجيل الخامس من الاتصالات الهاتفية تحت شعار حماية الخصوصية والامن القومي.

وكانت الولايات المتحدة في عهد إدارة بايدن منعت تطبيق تيك توك من العمل هناك والذي الغاه الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب والسماح باعادة استعمال التطبيق لمدة 70 يوماً كمهلة مؤقتة، وقد اعرب ترامب عن ان الولايات المتحدة تطالب بالحصول على 50بالمئة من عائداته لرفع الحظر نهائياً. 

للذكاء الاصطناعي بأسعار DeepSeek مؤخراً أثار طرح الصين نماذج تطبيق رخيصة ومعقولة اوحتى مجانية القلق في الولايات المتحدة والغرب ليضع المنافسة على التفوق التكنولوجي بين الصين والولايات المتحدة في قائمة الاولويات في الغرب بعد انهيار اسعار اسهم شركات الذكاء الاصطناعي الاميركية متسببة بخسارة بمئات المليارات من الدولارات.

الولايات المتحدة التي تنوي إستثمار حوالي 800 مليار دولار لتطوير برامج الذكاء الإصطناعي تقول أنها لن تقف مكتوفة الأيدي في حربها التكنولوجية مع الصين.

بدأت حرب الاتهامات والتضليل  وبدأها إيلون ماسك صاحب منصة( أكس) الذي الذي أثار تساؤلات حول ديب سيك متهماً الشركة بالكذب بشأن استخدامها المحدود لشرائح شركة (نيفديا) الاميركية التي تنتج شرائح لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

 وزير العلوم الاسترالي أدي هيوسك يحذر من شركة (ديب سيك) الناشئة مجال الذكاء الاصطناعي في الصين بسبب المخاوف من اختراق الخصوصية والاستحواذ على المعلومات الشخصية.

  وهناك من يحذر من ان التطبيق الصيني (ديب سيك) يعمل على إخفاء معلومات تتعلق بالصين مثل جميع نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية الأخرى، حيث تقوم بالرقابة الذاتية على الموضوعات التي تعتبر حساسة في الصين وإنها تتجنب الاستفسارات حول احتجاجات ميدان تيانيمان عام 1989 أو الأسئلة الجيوسياسية المثيرة للجدال مثل إمكانية غزو الصين لتايوان.

 (App Figures) وحسب تطبيق تتبع ارقام وبيانات السوق 

تم تنزيل تطبيق (ديب سيك) 1.6 مليون مرة بحلول 25 كانون الثاني (يناير) 2025  واحتل المرتبة الأولى في متاجر تطبيقات (آي فون) في أستراليا وكندا والصين وسنغافورة والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

إذن، العالم على ابواب مواجهة وحرب تكنولوجية حامية وطبعاً سيكون هناك رابحون وخاسرون خصوصا في عالم تتحكم فيه قوى السوق الجشعة والتي تتحمل ثمن جشعها شعوب العالم حتى في الغرب.



CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق