جهود عربية ودولية تقوم بها المملكة الاردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني من اجل اطلاق عملية السلام والعمل مع الاشقاء العرب والأصدقاء من مختلف دول العالم على التأكيد مجددا اهمية التحرك الدولي لصناعة السلام القائم على الاعتراف بالحقوق الفلسطينية ومنح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وإقامة الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها وفقا للقرارات الدولية ومبدأ حل الدولتين .
لقد شكل لقاء القمة الناجح والمهم الذي عقد بين جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي محورا جامعا لمتطلبات العمل العربي المشترك الذي يشكل نواة صلبة لإعادة تفعيل الجهود العربية والخروج بموقف عربي موحد من اجل تجاوز الخلاقات وإعادة رسم استراتيجية عربية شاملة ويأتي هذا اللقاء في إطار التنسيق والتشاور الدائم بين الزعيمين في القضايا التي تهم البلدين الشقيقين .
وقد كانت القضية الفلسطينية في صلب المباحثات بين الزعيمين من اجل العمل على إحياء عملية السلام، بما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة، وفي ضوء ذلك لا بد من استمرار التنسيق الكامل وتوحيد الجهود ما بين مصر والأردن والكل العربي لدعم مبادرة عقد مؤتمر دولي للسلام لإعادة الأمور إلى نصابها واستعادة المفاهيم المتعلقة بحل الدولتين، وأهمية التنسيق الفلسطيني العربي لمعالجة ما ترتب من تدمير وخراب شكلته السياسة الترامبية وما احدثته من اضرار لحقت بالقضية الفلسطينية وخاصة علي صعيد وضعية القدس المحتلة وما يترتب على ذلك من نتائج .
وما من شك ان الجهود التي تقوم بها مصر والأردن هي في محل تقدير القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني من اجل ترتيب الأوضاع والتعامل مع التطورات في الساحة العربية والفلسطينية في ضوء استلام الرئيس الامريكي جو بايدن مهام ادارة البيت الابيض في ضوء التحديات والمخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية وما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة نتيجة استمرار سياسة التوسع الاستيطاني .
إن صيغة حل الدولتين والتي حاولت سلطات الاحتلال والإدارة الامريكية السابقة برئاسة ترامب تفريغها من محتواها عبر الحلول المتمثلة في صفقة القرن الوهمية والغير قابلة للتنفيذ مما شجع حكومة الاحتلال الإسرائيلي على تكثيف نشاطها الاستيطاني والتلويح بمشروعات خطيرة وهدامة مثل ضم الأراضي المحتلة.
وفي ظل ذلك نؤكد على اهمية دعم مخرجات القمة المصرية الاردنية من إعادة الروح لمشروع حل الدولتين كونه يشكل الصيغة الوحيدة المقبولة على المستوي العربي والدولي والفلسطيني لإنهاء الصراع القائم، وسيتطلب الأمر في المرحلة المقبلة كثيرا من الجهد من جميع الأطراف المعنية بالسلام في الشرق الأوسط من أجل إعادة التأكيد على هذا الحل بمرجعياته الدولية المعروفة والمتفق عليها .
الشعب العربي الفلسطيني يدفع ثمنا كبيرا نتيجة هذا الاحتلال الظالم وممارساته على الارض وقيامة بتنفيذ ابشع الاعمال القمعية والإجرامية وبشكل مخطط ومدروس مسبقا مما جعل القضية الفلسطينية تعيش ظروفا صعبة في ظل استمرار التعنت الاسرائيلي ورفضه لكل مشاريع التسوية حيث وصلت الي طريق ونفق مظلم، وباتت تعاني من ضعف وترهل ولا يمكن بهذا الشكل تحقيق أي تقدم على صعيد حل الدوليتين بل تزداد المعاناة الفلسطينية ويدفع اهلنا في فلسطين المحتلة ثمنا لهذه السياسات ويشكل التحرك العربي وتلك الاجتماعات المهمة نقطة تحول لصياغة استراتجية واضحة نحو تفعيل عملية السلام بما يخدم المستقبل الفلسطيني ودعم صمود ابناء الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة .
0 comments:
إرسال تعليق