سمو المعاني بين الاختلاف والإئتلاف/ يونس عاشور

 


-1

كلّما ناديتكم يا رفاقي..

كانَ لكم في القلبِ ذِكراً واشتياقِ..

ولكم في القلبِ حَنيناً ومكاناً تتجلّى فيهِ مجدَ الكائناتِ.. 

أيُ مقامٍ قد غرستم ورسمتم فيه سُموَّ الكلماتِ..

هي عنوان التلاّقِ..

هي فخراً للرّفاقِ..

هي رمزاً للوفاقِ..

لكنّني اليومَ وحيداً وبعيداً عنكمُ انشد قرباً للوثاقِ..

قد مررتُ نحو ديارٍ خالية..

أبحثُ فيها عن أُناس ونفوس سامية..

لم أجد ثمةَ قسوة، أو قلوبٍ قاسية..

أهلها أهلُ المحبّة صّادقين..

صدقهم صدق إخلاص ويقين.. 

مضرب الأمثال لكلّ العالمين..

قد عرفوا الألفة منهاجاً ومناراً في كلّ حين..

-2

زادَ في قلبي بُعداً وابتعاداً وانغلاق..

وانعزالاً وانشقاق..

وشتاتاً وافتراق..

في ظروف حالكاتٍ تجعلُ القلبَ يتلّوع باحتراق..

عن أحبّة قد عرفوا الجذر المُعاق..

في زمانٍ قد تفشّى فيه كلّ أشكال النّفاق..

كم تعدّينا المراحل والنِّطاقات الجَسيِمة..

وانتظرنا في الفواصل والمديات الطويلة..

وعبرنا فوق شوكٍ وتخطينا المصاعب والمتاعب الأليمة..

ووقفنا ننظر نحو أهدافٍ سليمة..

كلها غايات حميدة..

نتفكّر لحظةً أو لحظتين..

ساعةً أو ساعتين..

نبحثُ فيها عن حلولٍ للمآسي..  

فإذا وجدنا الخيرَ قد تجلّى وتدنّى..

قد عرِفنا أنّ ثمةَ عنوان للتواصل والتواصي..

-3

بين مسافات الحياةِ نفترق..

ومتاهات تجعلُ القلب كئيباً يحترق..

بهمومٍ مثقلات ينزلق..

نحو هاوية اليأس بصواعق ينصعق..

في خضّم الأحداث نختلف ونتّفق..

حول قضايا ومصائر تلوح في الأفق..

  

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق