كلمة وداع في رثاء الأخ والصديق الفنان الملهم، رسماً ونحتاً ولباقة وتواضعاً وإنسانية، الحبيب أبا واجب عارف أبو لطيف، المتوفى يوم الخميس في الرابع من أيلول 2025.
وداعا كبيرنا أبا واجب
يعزُّ عليَّ فراقك بعد عقودٍ من الخبز والملح وطيب العشرة، علاقة ازدانت بأسمى وأصدق أنواع الصداقة وأنقى أواصرالأخوة، يصعب علي رحيلك الموجع المتزامن مع مغادرة ورق أيلول الذي كنت ترسم أشباهه بشغف وتلونه بإتقان.
أنُخبرُ الريشة بنبأ رحيلك، أم نُفجع أدوات النحت؟ لا هذا ولا ذاك يا أخي، كي لا يذرف الجماد سلسبيل الدمع على ينبوع الحياة. ولكننا سوف نحتفظ في مخيلتنا بصورة أناملك تُلامس وتداعب وتًجمِّل وتعدِّل طين مجسمات بشرية يكاد بعضها ينطق أو يضحك أو يبكي.
نِصفُ إغماضتك في آواخر خفقات قلبك الطيب الحنون، حين كنت أزورك في ديارك العامرة كي أطمئن على بعض من روحي، كانت ترتل أناشيد وَدَاعٍ طفولي صامت، يبوح بهنيهات غَسق ما قبيل الرحيل. هكذا بدت المشهدية تُدمِعُ القلبَ قبل العين ومقروءة بكل لغات البشر.
بعدها، قُـبَـيل ومضات الغفو الأخير، بدت ابتسامتك الحزينة المموسقة بالغصة والشجى رسالة تبوح بأسف عظيم على عقيلتك المرحومة أختنا أم واجب، ماجدة مضيافة محبة وربة عائلة رحلت قبلك، وبالتوازي، باطمئنانك على تنشئة أسرة مثالية، موضع تقدير واحترام، الحبيب واجب والغاليات أليسار وسوريا وأميرة خير خلف لخير سلف، كما تشي تلك الابتسامة براحة ضميرك حيال إرثك الإبداعي الذي سوف يُخَـلِّـد ذكراك العطرة عبر متحفٍ باقٍ في الحفظ والصون في ديارك العامرة، في قريتك عيحا التي أحببت ونشأت على ترابها ورحلت عنها مكرماً معززاً إلى ما تحت ترابها.
نم قرير العين أخي وصديقي الحبيب أبا واجب، عصاميتك يندر مثيلها، تواضعك قدوة، ونتاجك الفني جاد بما تتوقعه الحياة من العباقرة وسيرتك الجميلة خير عزاء لنا.
.jpg)





0 comments:
إرسال تعليق