وقفت عند نقطة التفتيش
بامر من كتاب الرواية
أنا الآن مجردا من ثيابي
وأقلامي ودفاتري
في قاعة الانتظار
دواويني الشعرية مبعثرة
على طاولة مستديرة
تنتظر الفحص والتمحيص
والاستفسار و التنبيش
كنت أردد وأنا ارتعش خوفا
بين ايديهم:
لا اريد شيئا الا الخلاص
من الوساويس القاتلة
لم اشعل نارا في القش
ولم اصطلي بجمرها
لست الاول
ولن أكون الاخير
هذا هو هذياني
هذه هي خربشاتي
لست داعية
ولا شاعرا
ولا ساحرا
ولا أمتهن التبشير
ولم أزرع فيروس التخدير
في مخ فارة الماوس
ولم أمشي في طابور المظاهرات
ولم اتزعم عصيانا مدنيا عبر
عبر الانترنت والفيس بوك
ولا تويتر وانستاجرام و ..و..
ما هي الا خرافات كتبتها في المنفى
مكدسة فوق محراب الاساطير
ما هي الا غيمات عصبية الاعاصير
مغطاة بغبار الاعوام الكالحة العابرة
لم اكن سوى نعجة سوداء
في قطيع تائه
تبحث عن راع نزيه
لكي ينقذها
من السيول الجارفة الحمقاء
بصق الروائي المحنك
الذي نصب نفسه رقيبا مستأجرا
على دواويني كلها
هذا الروائي الحالم بجائزتي
"بوكر العرب" "ونوبل الصهيونية"
على موائد العهر وحانات الكلاب المسعورة
ثم رماني بسهم قاتل
وأرغمني على حرق أشعاري
ووصني بالامتناع عن كتابة الكلام المبهم
فخطر لي للتو أن اصفع هذا المارد المخمور
والبول على "رواياته" المتهورة والسخيفة
التي حتى كلماتها
صارت تخجل من اصفار اوراقها
0 comments:
إرسال تعليق